نحو تحقيق العدالة: اجتماع حكومي لمناقشة العقوبات البديلة
بقلم الأستاذ محمد عيدني
في خطوة تعكس التزام الحكومة المغربية بإصلاح النظام القضائي وتعزيز حقوق الإنسان، ترأس رئيس الحكومة، عزيز أخنوش، اليوم الأربعاء بالرباط، اجتماعًا موسعًا تناول موضوع تنفيذ القانون رقم 43.22 المتعلق بالعقوبات البديلة. حضر الاجتماع عدد من الوزراء والمسؤولين، بما في ذلك وزير العدل والمندوب العام لإدارة السجون وإعادة الإدماج، بالإضافة إلى المدير العام لصندوق الإيداع والتدبير.
تحليل:
يأتي هذا الاجتماع في وقت حساس حيث يعاني النظام السجني المغربي من مشكلات عدة، أبرزها الاكتظاظ والآثار الاجتماعية والنفسية للعقوبات السالبة للحرية. وقد أُقرَّ قانون العقوبات البديلة بهدف تقليل الاعتماد على السجن كعقوبة بديلة، وهو قانون يهدف إلى تحقيق توازن بين متطلبات العدالة وحقوق الأفراد.
خلال الاجتماع، تم استعراض احتياجات التدبير الإداري والمالي اللازمة لتنفيذ هذا الورش الإصلاحي. تعد هذه الخطوة ضرورية لضمان نجاح قانون العقوبات البديلة، الذي يعتبر حجر الزاوية في تحقيق العدالة الاجتماعية والحد من الزج بالأفراد في السجون لمخالفات بسيطة.
كما تم الاتفاق على تشكيل لجنة قيادة ولجان موضوعاتية لدراسة الإشكالات التقنية والإدارية المرتبطة بتنفيذ القانون. هذه الخطوة تمثل نهجًا تنظيمياً واضحًا، يضمن إنجاح التصورات والأفكار المطروحة.
بالإضافة إلى ذلك، تم وضع إطار لاتفاقية تعاون بين صندوق الإيداع والتدبير والمندوبية العامة لإدارة السجون، ما يعكس أهمية التنسيق بين مختلف المؤسسات لضمان متابعة فعالة لتنفيذ العقوبات البديلة.
هذا التحول في السياسة الجنائية يتماشى مع التوجيهات الملكية السامية التي تدعو إلى تحديث العمل القضائي وتطويره ليتوافق مع المعايير الدولية. من خلال تطبيق العقوبات البديلة، تأمل الحكومة في تقليل الاعتماد على السجون، مما سيسهم في تحسين الظروف الاجتماعية والنفسية للمسجونين وشمولهم في عملية إعادة الإدماج.
في الختام، يمثل هذا الاجتماع خطوة مهمة نحو إصلاح نظام العدالة في المغرب، ويشير إلى بداية مرحلة جديدة مليئة بالتحديات والفرص، تحتاج إلى تنسيق ودعم مستمر من جميع الأطراف المعنية لتحقيق الأهداف المرجوة.