نجاة هاشم صفي الدين من محاولة إغتيال ووزير الخارجية الإيراني ببيروت اليوم

مجلة أصوات

فجر اليوم الجمعة تعرضت الضاحية الجنوبية لبيروت لأعنف قصف تتعرض له منذ مساء يوم الجمعة الماضي عند استهداف مقر الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله ما أدى الى استشهاده، ويمكن القول انه اضخم من تلك الانفجارات التي اغتالت الأمين العام للحزب، فقد اهتزت بيروت على وقع الانفجارات المتتالية التي دمرت عدة مباني بالكامل، وقالت وسائل اعلام إسرائيلية ان المستهدف رئيس المجلس التنفيذي للحزب السيد هاشم صفي الدين، وحسب الأوساط اللبنانية فان السيد هاشم هو الخليفة المحتمل للسيد نصر الله، وان الحزب كان يجري مشاورات على مستوى القيادات ومجلس الشورى لانتخابه امينا عاما للحزب في هذا الظرف الصعب الذي تمر به المقاومة ولبنان في ظل العدوان الإسرائيلي المتوحش على لبنان و وفي ظل الأهداف الخطيرة التي اعلنها نتنياهو لحربه على لبنان . التزم حزب الله الصمت حيال هذه الانباء، ولم تنقل وسائل اعلام حزب الله الاخبار عن استهداف السيد هاشم صفي الدين التي نشرتها وسائل اعلام إسرائيلية وامريكية نقلا عن مصادر إسرائيلية.
خلال نهار هذا اليوم قد تتضح الصورة، ويمكن ان يعلن الحزب استشهاد هاشم صفي الدين او ينفي تلك الانباء. وبغض النظر عن النتيجة، فان حزب الله وهو يواجه العدوان الإسرائيلي، يظل امامه ماثلا التحدي الأبرز والأخطر، وهو كيفية وصول إسرائيل الى القيادات الكبيرة، والحزب قبل ان يمضي قدما في المعركة عليه ان يجد الإجابة على السؤال الأهم والأخطر وهو اين تمكن عقدة الانكشاف الكامل والاختراق القاتل؟ وعليه ان يحدد مبعث الخطر الأساسي، هل إسرائيل لديها قاعدة بيانات الحزب؟ وكيف حصلت عليها؟ هل الخرق تكنولوجي ام بشري؟ وكيف يمكن سد هذه الثغرة الأمنية القاتلة، للتفرغ تماما للمعركة المصيرية بجسد متماسك وبنية صلبة.

خلال نهار امس استمرت محاولات جيش الاحتلال للتوغل البري، بعد كارثة تعرضت لها قواتها خلال اربع توغلات فاشلة تكبدت فيها القوات الغازية خسائر كبيرة اول امس الأربعاء. المحاولة هذه المرة جرت عندما تسللت قوة إسرائيلية إلى محيط بلدة مارون الراس بجنوب لبنان، حيث جرى تفجير عبوتين ناسفتين فيها. وقال الحزب في بيانه أن مقاتليه فجّروا عبوة ناسفة في قوة من لواء غولاني كانت تحاول الالتفاف من الجهة الغربية للبلدة وأوقعوهم بين قتيل وجريح.

وفي بيان منفصل، أكد حزب الله أنه صد منذ فجر اليوم كافة محاولات التقدم الإسرائيلية عبر الحدود، وكبّد القوات المهاجمة خسائر في الأرواح والمعدات.
في المقابل، أفادت وسائل إعلام إسرائيلية بوقوع “حدث خطير وغير عادي” في الشمال اليوم، وقالت إن مروحيات تنقل جنودا قتلى وجرحى بعد “حدث أمني صعب ومؤسف”، مشيرة إلى أن جنودا من لواء غولاني تعرضوا لتفجير عبوة ناسفة في لبنان.
وقصف حزب الله مدينة طبريا ومستوطنات الجليل بعشرات الصواريخ، ردا على غارات إسرائيلية على الضاحية الجنوبية ومناطق أخرى في لبنان.
بالمقابل اعلن الجيش الإسرائيلي أن قواته تمكنت من تصفية خضر الشهابية الذي قال إنه قائد منطقة مزارع شبعا في حزب الله اللبناني.
من جهتها نقلت صحيفة وول ستريت جورنال الأميركية عن مسؤول إسرائيلي قوله إن أحداث الحرب قد تتطور بشكل غير متوقع، وإن إسرائيل لا تريد توسيع غزوها للبنان، لكن قد تنجر لهذا السيناريو وإن الجيش لا يعتزم تحويل التوغل إلى حرب واسعة، ويسعى لاتفاق يتضمن انسحاب حزب الله ونزع سلاحه. هذه هي المرة الأولى التي تتحدث فيها إسرائيل عن نزع سلاح حزب الله كأحد الأهداف، وهذا قد يعطي مؤشرا ان الحكومة الإسرائيلية تستعد لوضع موضوع نزع سلاح الحزب على قائمة الشروط، وهي شرط ينسجم تماما مع السياسية الامريكية والغربية وعموما، وحتى يتواءم مع اهداف ومطالبات قوى سياسية لبنانية مناوئة للحزب والمقاومة. لكن يظل مستوى الشروط وقائمة وسقف المطالب مرهونا بنتائج المعركة ومساراتها، ومدى قدرة حزب الله على احداث التوازن في الميدان، وايقاع الخسائر وافشال الهجمات البرية التي من دونها لا تستطيع إسرائيل تحقيق الأهداف، اذ لا يمكن ان تحسم الغارات الجوية لوحدها حسم الحرب.
وينتظر لبنان اليوم وصول وزير الخارجية الإيرانية عباس عراقتشي، والذي ستكون في جعبة الكثير من الملفات، منها ما يتعلق بلبنان الرسمي والمفاوضات المحتملة لوقف النار والموقف من العدوان، ومنها ما يخص المقاومة على اكثر من صعيد، أولها إجراءات تشييع الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله والتي يقال انها ستجري في لبنان وايران قبل ان يوارى في الثرى في كربلاء الى جوار جده الشهيد الحسين بن علي حفيد رسول الله. والامر الاخر ترتيبات القيادة في حزب الله وانتخاب الأمين العام الجديد، وبحث الموقف العسكري والسياسي مع قيادة المقاومة في بيروت.
وعلى صعيد لبنان شكل اجتماع عين التينة عند رئيس مجلس النواب نبيه بري والذي ضم رئيس الحكومة نجيب ميقاتي ورئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط، صيغة سياسية لبنانية رسمية تشكل الواجهة السياسية اللبنانية لمواجهة العدوان. ودعا البيان المشترك الذي صدر عن الاجتماع الى وقف النار وتطبيق القرار 1701 وارسال الجيش اللبناني الى الجنوب وانتخاب رئيس للجمهورية. واطلاق التشاور والحوار بشأن هذه الأسس مع الأطراف المسيحية لصياغة موقف لبناني موحد. الا ان هذا البيان لا يتطرق لربط الساحات بين لبنان وغزة، وهو ما يصر عليه حزب الله حتى هذه اللحظة .
وفي هذا الوقت اعلن وزير الصحة اللبناني فراس الأبيض “استشهاد 1974 شخصا، بينهم 127 طفلا و261 امرأة”، منذ بدء العدوان الإسرائيلي على لبنان. كما أفاد الوزير بإصابة 9384 شخصا.
وفي وطأة الحرب على لبنان تتصاعد التهديدات بين طهران وتل ابيب في ضوء الهجوم الإيراني الكبير الثلاثاء الماضي و الذي استهدف إسرائيل مباشرة، وتصميم تل ابيب على الرد حسبما صرحت مصادر إيرانية لقناة الجزيرة القطرية فان طهران أرسلت عبر قطر رسالة تؤكد فيها انتهاء مرحلة ضبط النفس، وتناولت الرسالة الإيرانية “الضرورة الإقليمية للجم الكيان الصهيوني وجنونه المنفلت”.
وقال المصدر أكدنا في رسالتنا غير المباشرة لواشنطن انتهاء مرحلة ضبط النفس من طرف واحد، وأن ضبط النفس الفردي لا يؤمّن متطلبات أمننا القومي ولفت المسؤول الإيراني إلى أن الرسالة أكدت أن أي هجوم إسرائيلي سيقابل برد غير تقليدي يشمل البنى التحتية.
وفي هذا الوقت وزراء من دول الخليج وإيران ناقشوا في الدوحة خفض التصعيد في الصراع بين إسرائيل وإيران و دول الخليج سعت لطمأنه إيران بشأن حيادها، وسط مخاوف من أن يؤدي التصعيد لتهديد منشآت نفط بالخليج. وعلى هامش زيارته للدوحة اجتمع الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان مع وفد قيادي من حركة المقاومة الإسلامية (حماس) وقال خلال الاجتماع إن “أي خطأ يرتكبه الكيان الصهيوني سيعقبه رد إيراني أقسى”.
ساعات نهار هذا اليوم ستكون حافلة بالأحداث والانتظار، انتظار ما سيقوله الحزب حول اعلان إسرائيل اغتيال السيد هاشم، وانتظار اعلان إجراءات تشييع السيد نصر الله، وانتظار ما يحمله وزير الخارجية الإيرانية الى بيروت، والاهم انتظار تطورات الميدان خاصة علـى جبهة الجنوب.

وكالات 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.