دافع مقال بموقع لوب لوغ الأميركي عن إشراك الأحزاب الإسلامية في السلطة بعد ثورتي السودان والجزائر، قائلا إن الإسلام السياسي جزء لا يتجزّأ من الثقافة العربية ولا ينبغي الاستهانة به بربطه بمجموعات لا تحمل الرسالة الايجابية للإسلام.
وقال الخبير بشؤون الشرق الأوسط غسان ميشيل ربيز إن قادة احتجاجات السودان والجزائر يدركون أن الإطاحة بالأنظمة القديمة لا تعني بالضرورة نهاية الإسلام السياسي. وفي المقابل، لا يزال المحتجون غير واضحين بشأن فكرة إشراك الأحزاب الإسلامية في عملية بناء الدولة.
وأشار ربيز إلى مهاجمة مجموعة من المتظاهرين اجتماعا لحزب المؤتمر الشعبي الإسلامي بالخرطوم الأسبوع الماضي، قائلا إن هذا الحادث لا يُعتبر اتجاها نحو الفوضى وإنما هو تذكير بأن التصدّعات داخل المعارضة قد تزداد سوءا.
جوهر البناء الديمقراطي
وأوضح أن جزءا من العلمانيين قد يرغبون في استبعاد المجموعات الإسلامية المحافظة من المشاركة في الفترات الانتقالية، لكن الهجوم على اجتماع لحزب -مهما كان- قد يشجع الجيش على التمسك بالسلطة، كما أن احترام رأي الأقلية يُعتبر جوهر البناء الديمقراطي.
وأفاد الكاتب بأنه قد يكون من السابق تركيز المتظاهرين على خلافاتهم الشخصية قبل حل نزاعهم مع الجيش.
واستأنف بأنه -ومنذ الثمانينات- أضحت المجتمعات العربية أكثر التزاما بالدين بغض النظر عن فشل الأنظمة الإسلامية في خدمة المجتمع، لذلك لا ينبغي الاستهانة بالإسلام السياسي من خلال ربطه بمجموعات لا تحمل الرسالة الإيجابية للدين الإسلامي المتمثلة في إرساء السلام وتحقيق المساواة.
المرونة السياسية
ويتمتع الإسلاميون السياسيون -كما يقول المقال- بمرونة تتجسد في قدرتهم على تعبئة الرأي العام ضد ظلم الأنظمة العربية الراكدة وسياسات القوى الخارجية لخدمة مصالحها الخاصة.
وأورد الكاتب أنه في كل من السودان والجزائر يدعو المحتجون لمجتمع يكرّس التعددية ويحترم مختلف المجموعات ويسمح لها بالمشاركة في خدمة الدولة، لذلك لن تؤدي مهاجمة حزب المؤتمر الشعبي إلا إلى دعم مناصريه.
وفي الختام، دعا المقال محتجي السودان والجزائر- عقب موافقة قوات الجيش في كل من البلدين على تسليم السلطة أو تقاسمها- إلى العثور على أرضية مشتركة لضمان الديمقراطية الجديدة، مما يستدعي إشراك الإسلام السياسي.