مهرجانات سلا.. بعد الانتخابات تتضح الأهداف السياسية
بقلم مراد عيدني
في ظل تهيئة الأجواء الانتخابية، تتسارع وتيرة الأنشطة والمهرجانات، حيث تتحول المشاريع الثقافية إلى أدوات للسياسة قبل موعد التصويت. فبينما تفتقر الساحة إلى المشاريع التنموية الحقيقية، تُظهر بعض الجمعيات والأحزاب استغلالها للمناسبات الثقافية كمنصة للدعاية الانتخابية، مستغلة غياب الفعالية وتهميش البرامج التنموية.
وفي هذا السياق، أُقيمت فعاليات “نزهة الملحون” بسلا، بتنظيم من جمعية إدريس بن المامون للبحث في فن الملحون، مع شركاء من جماعة سلا، في دورة تحمل شعار “الوفاء – التنمية – الاستدامة”. شعارات، تكتنفها الأبعاد السياسية أكثر من الثقافية، وتُستخدم لتسويق أجندة حزبية قبل الأوان، عبر استغلال حدث فني وتراثي لإرسال رسائل ذات بعد سياسي وانتخابي.
وكان من المُلفت أن البرنامج، رغم حمولته الثقافية، حمل في طياته رسائل تُعرَّف بأنها تتجاوز وظيفة الفرح والتراث، وتخدم أجندة سياسية لاستمالة الناخبين وطرح برامج انتخابية مبطنة، وسط حضور رسمي محدود أو غياب مسؤولين عن الجماعة، مع عشوائية واضحة في تنظيم الأنشطة، التي غابت عنها مظاهر التقاليد الوطنية، كالنشيد الوطني، وتكرس حضورًا باهتًا في النقاشات والندوات، التي كانت مجرد ساحة لالتقاط الصور وركوب الموجة الانتخابية.
وفي ظل غموض الشعارات المرفوعة، ترددت الأنظار حول مدى وعي المنظمين وحجم استغلالهم لاسم الراحل عبد الرحيم الكرومبي، رحمه الله، في ترويج رسائل خادعة، غايتها تلميع صورة الأحزاب وتحقيق مكاسب قبل موعد الاستحقاقات. في خلفية المشهد، تبرز حقيقة أن هذه الأنشطة لا تتعدى كونها أدوات مكررة، لإلهاء الرأي العام، وافتقادها للأهداف الحقيقية التي من شأنها أن تساهم في تنمية المجتمع وتنشيط هوية تراثية عميقة.
ومن جهة أخرى، أُقيمت ندوة صحفية لم تحضرها إلا الجهة المنظمة والمصورون، في أجواء غلب عليها العشوائية، حيث لم يُشغل النشيد الوطني، ودون حضور واضح لأي مسؤول جماعي، مُتكئة على توقيتات ظلت غامضة، وغلب عليها الطابع الانتخابي المشحون.
وفي النهاية، يبقى أن مثل هذه الفعاليات إنسانية وتراثية يجب أن تتناغم مع أهداف تنموية حقيقية، بدل تسخيرها لأغراض سياسية ضيقة، تعود على الجميع بالأثر السلبي وتهدر فرص البناء والتواصل الحقيقي مع المواطن