عوض محمد أحمد بن عوف.. اسم برز بقوة على الساحة السودانية عقب إعلانه اليوم الخميس الإطاحة بالرئيس السوداني عمر البشير واعتقاله وتعطيل العمل بالدستور، وذلك في بيان للجيش طال انتظاره.
بن عوف الذي يتولى منصب وزير الدفاع، يحمل رتبة فريق أول ركن، في منتصف الستينيات من عمره، وعمل خلال مسيرته العسكرية مديرا للاستخبارات العسكرية والأمن الإيجابي، ونائبا لرئيس أركان القوات المسلحة.
ولد بن عوف في أوائل خمسينيات القرن الماضي في قرية بشمال العاصمة السودانية الخرطوم، والتحق بالكلية الحربية، وتخرج منها برتبة ملازم، وتلقى تدريبه العسكري بمصر، وتخرج في الدفعة 23 مدفعية، حيث عمل معلما بكلية القادة والأركان.
وكان بن عوف الموالي للحركة الإسلامية، قريبا من انقلاب البشير عام 1989 ضد حكومة الصادق المهدي، ما أتاح له الفرصة للترقي والتدرج في المناصب العسكرية، ليعمل مديرا لجهاز الأمن، ومديرا لهيئة الاستخبارات العسكرية.
بعد تقاعده عام 2010، عين بن عوف بمنصب سفير في وزارة الخارجية، حيث تولى منصب مدير إدارة الأزمات، قبل أن يعين قنصلا عاما للسودان في القاهرة ثم سفيرا للخرطوم لدى سلطنة عمان.
وفي أغسطس/آب عام 2015، أعاده الرئيس السوداني عمر البشير للعسكرية مجددا، حينما أصدر مرسوما جمهوريا بتعيينه وزيرا للدفاع الوطني.
ومع تصاعد الاحتجاجات في الشارع السوداني التي طالبت بإسقاط النظام، أعلنت الرئاسة السودانية في 23 فبراير/شباط الماضي، تعيين بن عوف نائبا أول للرئيس مع احتفاظه بمنصبه وزيرا للدفاع، وذلك بعد إعلان البشير في اليوم السابق حالة الطوارئ في السودان لعام واحد، وتعيينه حكومة مؤقتة مع الإبقاء على وزراء الدفاع والخارجية والعدل.
قبل أيام من الإطاحة بالبشير، كانت لوزير الدفاع تصريحات لافتة، أكد فيها أن القوات المسلحة هي صمام أمان البلد، ولن تفرط في أمنه ووحدته وقيادته، وأن السودان بأبنائه ومقدراته أمانة في عنق القوات المسلحة، وأن التاريخ لن يغفر لقادتها إذا فرطوا في أمنه.
وقال بن عوف -خلال لقائه قادة القوات المسلحة- إن هناك جهات تحاول استغلال الأوضاع الراهنة، لإحداث شرخ في القوات المسلحة، وإحداث الفتنة بين مكونات المنظومة الأمنية بالبلاد، مشددا على أنه لن يتم السماح بذلك، مهما كلف من تضحيات.
وأكد في هذه التصريحات أن القوات المسلحة، ليست ضد تطلعات المواطنين، لكنها لن تسمح بانزلاق البلاد نحو الفوضى، ولن تتسامح مع أي مظهر من مظاهر الانفلات الأمني.
ويقول مراقبون، إن بن عوف لم يمارس القيادة إلا على مستوى الفروع الأمنية والأسلحة، وليست لديه الخبرة السياسية الكافية لقيادة البلاد، كما أن تطابق الرؤى ووجهات النظر بينه وبين البشير، جعل الأخير يقربه منه، وهو ما يصطدم برفض شعبي مطالب بتسليم السلطة لمجلس انتقالي.