في محطة الحافلات جلس رجل عجوز و امرأة حامل ينتظران وصول الحافلة ، كان الرجل العجوز يتطلع الى بطن المرأة بنظرات فضول حتى سألها قائلا : في أي شهر أنتِ ؟ كانت المرأة شاردة التفكير كما أن القلق يتسرب من ملامح وجهها الحزين في بداية الأمر لم تعر سؤال العجوز اي اهتمام لكن بعد مرور لحظات ردت قائلة : انا في الأسبوع الثالث و العشرين، رد العجوز : أهي أول ولادة لك ؟ أجابت المرأة : نعم
العجوز : لا داعي لكل هذا الخوف لا تقلقي سيكون كل شيء على ما يرام ، وضعت المرأة يدها على بطنها و نظرت أمامه تكبح دموعها و قالت : آمل ذلك حقا، العجوز : يحدث أن يتضخم شعور المرء بالقلق أحيانا على أشياء لا تستدعي منه كل هذا القدر من التفكير، ردت بنبرة حزينة : ربما، بدأ العجوز أكثر فضولاً و قال : يبدو أنك تمرين بفترة عصيبة لماذا زوجك ليس بجانبك ؟لقد هجرني قبل أربعة أشهر ،لكن لماذا ؟! الأمر معقد بعض الشيء ،و ماذا عن عائلتك أصدقائك أليس لديك أحد ؟ أخذت نفسا عميقا و قالت : أعيش برفقة والدي المريض فقط ،فهمت اتجدينه سنداً قوياً الآن كما كان في صغرك ؟ نزلت الدموع من عينيها و قالت : أجل حتى و هو في حالته تلك ، من ماذا يشكو ؟ فقط هو لا يتستطيع تذكر من أكون
قالت جملتها الأخيرة بعد لحظات فقط من وصول الحافلة التي ستقلهما قامت من مكانها و قالت : لقد وصلت حافلتنا مشت بضع خطوات فيما بقي الرجل العجوز جالسا على الكرسي التفتت للخلف و عادت تمسكه من يده و قالت :
هيا بنا يا أبي
” وَٱخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ ٱلذُّلِّ مِنَ ٱلرَّحْمَةِ وَقُل رَّبِّ ٱرْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِى صَغِيرًا”