ملعب القرب بفاس: من وجهة رياضية إلى خطر على السكان
بقلم الأستاذ محمد عيدني
تحول ملعب القرب بحي المرجة بنسودة بفاس، الذي كان يمثل وُجهةً رياضية وتجمعاً للشباب، إلى بؤرة من الإهمال والخطر، وذلك منذ بداية جائحة كوفيد-19 في عام 2020.
فقد أصبح هذا الملعب الذي أُنشئ كجزء من مشروع ملكي في 2018 مجرد هيكل مُدمّر، يصعب على المرء أن يتخيّل أنه كان يحمل في طياته حلم ممارسة كرة القدم والأنشطة الرياضية.
سكان الحي، الذين كانوا يعلقون آمالًا كبيرة على هذا الملعب، فوجئوا بانهيار حالته، حيث تحولت المرافق إلى أماكن مهجورة.
الأعشاب الصناعية التي تغطي الملعب تضررت تمامًا، وأعمدة الإنارة المكسورة تزيد من ضعف الإضاءة، بينما المراحيض أصبحت مخبأ للمتسولين والمدمنين.
الوضع الراهن أثار قلقًا كبيرًا بين السكان، الذين أصبحوا يخشون على سلامتهم وسلامة أطفالهم.
داوود بلعماري، أحد المواطنين، تحدث عن تجربته الشخصية وأكد أن الملعب أصبح مصدر قلق لعائلته.
فبدلاً من أن يكون مساحة للتسلية والرياضة، أصبح يشكل خطرًا محدقًا يتطلب متابعة دقيقة للأطفال، خاصة مع تواجد الأفراد المنحرفين في المنطقة.
يسود اعتقاد بين سكان الحي بأن الحلول المتاحة تتمثل في إعادة تأهيل الملعب أو هدمه نهائيًا، ذلك أن الإهمال الذي يعيشه الملعب اليوم لا يُعبر عن تاريخ مدينة فاس العريقة، المعروفة بعراقتها في الرياضة والثقافة.
يتجه الأنظار الآن إلى المسؤولين المحليين، الذين يُنتظر منهم اتخاذ خطوات عاجلة لإصلاح الوضع، وإعادة الملعب إلى ما كان عليه، ليصبح بؤرة إيجابية للجميع.
فالرياضة تعتبر أداة قوية لتقوية الروابط الاجتماعية، وتنمية الشباب، ويجب أن تبقى متاحة للجميع في أجواء آمنة.