إن تخليد المنطقة الاقليمية للأمن بطاطا للذكرى المتجدّدة لتأسيس الأمن الوطني، والتي تُنظّم تنفيذاً لتعليمات السيد المدير العام للأمن الوطني، هو موعد سنوي لإبراز بعض من الأعمال الجليلة لهذه المؤسسة المتألقة، اعترافا منها بما أضفى عليها صاحب الجلالة والمهابة الملك محمد السادس أيده الله بنصره، من عطف سامي، حيث نتذكر كلنا سنة 2016 حيث أفرد صاحب الجلالة، حيزا كبيرا من خطاب العرش للشأن الأمني و للمصالح المكلفة بحفظ النظام، معتبرا جلالته الكريمة صيانة الأمن “مسؤول كبيرة لا حد لها في الزمان، و لا في المكان، و هي أمانة عظمى في أعناقنا جميعا”.
و بهذه المناسبة اشار رئيس المنطقة الاقليمية للأمن الى ما تتطلع إليه المديرية العامة للأمن الوطني، بعزم لا يلين و التزام لا ينصب لتطوير بنياتها الشرطية، و تأهيل مواردها البشرية، و تجويد خدماتها الأمنية، ملتزمة في ذلك بتوجيهات ملكية سامية تجعل مناط وجود المؤسسة الامنية هو خدمة قضايا أمن الوطن و المواطنين، و مدفوعة الى ذلك ايضا بفلسفة جديدة ترتقي بالعرض الامني الى مصاف الخدمة، التي يجب أن تتطبع بطابع الجودة، و أن تتوافر فيها سمات متلازمة، و هي النجاعة و الفعالية و القرب، مضيفا لئن كان جديرا بالمواطنين المغاربة أن يفتخروا بأمنهم، فانه من واجب المؤسسة الأمنية ايضا أن تكون في مستوى انتظارات المواطنين و تطلعاتهم الأمنية فخدمة المغاربة هي شرف نابع من الالتزام الوطني و المرفقي، و هي أيضا مسؤولية مفعمة بالأمانة.
و مثلما تغير كل شيء ظاهر و ملموس في العمل الأمني، من مظهر عام لموظف الشرطة، و هندسة البنايات و المرافق الأمنية، و هيكلة الوحدات و التشكيلات النظامية، فقد تغيرت أيضا عقيدة العمل و فلسفة التدبير الشرطي، التي اصبحت تزاوج بين السهر على التطبيق الحازم للقانون و بين الاحترام التام لحقوق و حريات المواطنين، و تحرص على حماية موظف الشرطة بقدر حرصها على زجر أية تجاوزات شخصية قد تصدر عنه. كما أنها (اي عقيدة العمل الامني) صارت تنظر الى خدمة المواطن كمصلحة غائية نبيلة، و كالتزام وظيفي مطبوع بالشرف في اقصى ابعاده و تبعاته.
رشيد اوسعيد