مكناس.. رهان المبادرة الوطنية للتنمية البشرية على التعاونيات يعطي ثماره

مجلة اصوات

 في عالم رأسمالي يهيمن عليه الجشع والمنافسة التجارية الشرسة، فرضت التعاونيات نفسها كبديل مميز لهيمنة الشركات متعددة الجنسيات على الأسواق العالمية.

وتقترح التعاونيات التي تسعى بالأساس إلى التوزيع العادل والمنصف للثروات، صيغة جذابة على صغار الحرفيين والفلاحين وباقي التجار الذين يستطيعون بفضل مقاربتهم الشاملة اقتراح منتجات عالية الجودة.

 

 

 

وسعيا منها إلى النهوض بالتنمية المستدامة والشاملة للجميع، أولت المبادرة الوطنية للتنمية البشرية عناية خاصة لهذا النموذج من المقاولات بالمغرب، من خلال منحها دعما مهما ساهم في زيادة عددها وارتفاع وتيرة أدائها بشكل كبير في السنوات الأخيرة. 

 

 

 

وعلى مستوى عمالة مكناس، عبأت المبادرة الوطنية للتنمية البشرية وسائل مهمة لدعم جميع أنواع التعاونيات التي تضطلع بدور هام في مساعدة الحرفيين والفلاحين على هيكلة أنشطتهم المدرة للدخل وتحسين وضعيتهم المالية والاجتماعية.

 

 

 

وأوضح رئيس مصلحة البرنامج الثالث المتعلق بتحسين الدخل والإدماج الاقتصادي للشباب للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية بعمالة مكناس حميد الشياظمي، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أنه بين سنتي 2019 و 2023 استفادت حوالي 67 تعاونية من دعم المبادرة الوطنية للتنمية البشرية بعمالة مكناس في إطار البرنامج الثالث، بتكلفة إجمالية فاقت 13 مليون درهم، ساهمت فيها المبادرة الوطنية للتنمية البشرية بنحو 5ر8 مليون درهم للمبادرة لفائدة 376 مستفيدا.

 

 

 

وأوضح السيد الشياظمي بمناسبة تخليد اليوم الوطني للتعاونيات (السبت الأول من شهر يوليوز من كل سنة) أن دعم المبادرة لا يتوقف عند هذا الحد حيث تستفيد هذه التعاونيات من تكوينات في مجال المحاسبة والتسويق والتتبع والتقييم في إطار مواكبة بعدية تشرف عليها مكاتب دراسات.

 

 

 

نموذج ساطع لنجاح عمل المبادرة الوطنية للتنمية البشرية في مجال النهوض بالاقتصاد الاجتماعي والتضامني هو تعاونية “لمباركية” المتخصصة في تربية النحل وإنتاج وتسويق العسل. 

 

 

وتأسست هذه التعاونية الواقعة بعين عرمة على بعد حوالي 20 كيلومتر من مدينة مكناس، سنة 2012 واستفادت سنة 2019 من دعم المبادرة الوطنية للتنمية البشرية.

 

 

 

وأفاد رئيس التعاونية عريف أركاز، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء “استفدنا من دعم للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية يصل إلى 190 ألف درهم، أي 70 في المائة من حجم تمويل مشروع التعاونية التي حصلت أيضا خلال نفس السنة على شهادة المكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية. 

 

 

وتخصصت هذه التعاونية التي تضم تسعة متعاونين ضمنهم 5 نساء، في إنتاج العديد من أنواع العسل، ضمنها عسل الأزهار المختلفة وعسل النباتات الشوكية بالأطلس المتوسط.

 

 

 

وأوضح السيد أركاز أنه “بفضل دعم المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، نستطيع إنتاج ما بين 8 و10 كيلوغرامات من عسل الأزهار في كل صندوق، مضيفا أن التعاونية تتوفر على حوالي 160 صندوق أي ما سيوفر إنتاجا يقدر بنحو 6ر1 طن في الأزهار المختلفة”.  

 

 

وأضاف أنه يتم بيع العسل بمختلف المعارض بأسعار تتراوح بين 120 و 250 درهم للكيلوغرام الواح، حسب نوعية المنتوج.

نموذج آخر للعمل المتميز الذي تقوم به المبادرة، هو تعاونية “آفاق للنجاح والمستقبل” بمكناس المتخصصة في الخياطة والطرز التقليدي، التي تعكس الجهود الحثيثة للمبادرة لفائدة التمكين الاقتصادي للنساء.

 

 

 

وأوضحت رئيسة التعاونية حسنة أوسعيد، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء “كنا في البداية 5 نساء ساهمن في تأسيس التعاونية سنة 2023. وتمكنا من الحصول على دعم المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، الذي أتاح لنا اقتناء معدات وآليات جديدة للعمل”.

 

 

 

وأضافت “كان تأثير الدعم مهما ومباشرا، حيث ارتفعت وتيرة الإنتاج بشكل ملحوظ مقارنة بالسابق، وبات بإمكاننا إنتاج العديد من القطع في يوم واحد”، مسجلة أن المبادرة الوطنية ساهمت في تمويل المشروع بنحو 60 في المائة من المبلغ الإجمالي للمشروع، أي ما يناهز  190 ألف درهم.

 

 

 

 

وتابعت ان حصول التعاونية على معدات وآلات جديدة فسح لها المجال لتكوين العديد من النساء في المجالات الحرفية التي تشتغل عليها. 

وأشارت السيدة أوسعيد إلى أنه يتم بيع القفاطين والجلاليب وأغطية الطاولات التي يتم إنجازها من قبل التعاونية في عدة معارض، مشيرة إلى أن التعاونية تتوصل أيضا بطلبيات العديد من الأشخاص.

 

 

 

 

تعاونيتا “لمباركية”، و”آفاق” هما إذن نموذجان ساطعان لنجاح مقاربة المبادرة الوطنية للتنمية البشرية في مجال النهوض بالاقتصاد الاجتماعي والتضامني، وجعل التعاونيات رافعات للتنمية الاقتصادية المستدامة.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.