أثار بناء وتشييد مقلع جديد، موجة غضب في صفوف ساكنة دوار أولاد يونس الزيايدة بإقليم بنسليمان، بسبب الأضرار البيئية والصحية التي سيسببها مقلع الرمال الحديث نتيجة الأشغال التي تباشرها مقاولة حصلت على ترخيص من الجهات المختصة.
الساكنة المتضررة وجهت شكايات و مراسلات عديدة، تتوفر “مدار 21” على نسخ منها، إلى المسؤولين بالإقليم، منهم عامل عمالة إقليم بنسليمان، ورئيس جماعة الزيايدة وقائدها، إضافة إلى المديرية الإقليمية للتجهيز والنقل و اللوجستيك و الماء ابن سليمان، ووزارة الاتصال الطاقي والتنمية-قطاع التنمية المستدامة، مطالبين برحيل المقاولة التي حطت رحالها بدوار متسببة في العديد من المشاكل.
ولفت المتضررون إلى الضرر الخطير الذي تخلفه المقالع على تربية الماشية والقطاع الفلاحي والزراعي، مشيرين إلى المكان الذي يحاولون استغلاله للمقلع ذي الرسم العقاري عدد : 21371/C ، الكائن بجماعة الزيايدة دوار أولاد يونس.
إلى ذلك سبق وأن وجه المتضررون عريضة في الموضوع إلى مختلف الجهات المذكورة، تضم لائحة بأسماء 71 شخصا من السكان الأصليين المعارضين للمقلع، الذي يتسبب في القضاء الكلي على مصدر عيش الساكنة حسب الشكايات المرفوعة، وهددهم بالهجرة القروية من البادية إلى المدينة.
وسبق للساكنة أن أكدت على الأضرار الصحية والبيئية التي تسببها المقالع بالمنطقة، منها القضاء على الفرشة المائية التي تعيش منها ماشية الساكنة، إضافة إلى القضاء الكلي على الفلاحة و الرعي، حيث أن الغبار يقضي على نمو العشب و على فلاحة الساكنة من الزراعة و الأشجار إضافة إلى أضرار أخرى.
أحمد العناك، من القاطنين بدوار أولاد يونس الزيايدة، أكد أن الساكنة قدموا عددا من الشكايات المذكورة دون تجاوب المسؤولين، مضيفا أن الساكنة وضعت استفسارا آخر قبل 5 أشهر من تقديم هذه الشكايات، يتعلق بالتساؤل عن مكان هذا المقلع قبل أن يحط رحاله بالمنطقة، لكن الجماعة تماطلت في الإجابة مبررة ذلك بنسيان موضوع المراسلة.
واسترسل في حديث مع جريدة إلكترونية، قائلا: “هذا المقلع، لم نكن نعلم بوجوده من قبل، إلى أن تفاجئنا الأشهر الماضية بأن المقاولة صاحبة المقلع بدأت خطواتها الأولى”.
وشدد المتحدث ذاته على الأضرار البيئية الكثيرة التي تسبب فيها هذا المقلع الحديث، واصفا إياها ب”الكارثية”، والتي تتمثل في التفجيرات التي تتم دفعة واحدة وبكميات هائلة، وآلات الحفر والشاحنات الكبيرة الحجم التي لا تتوقف عن الهدير وتلويث الجو بالغبار الذي تثيره بفعل السرعة المفرطة التي تسير بها، إضافة إلى الأخطار الناتجة عن قوة الإنفجارات التي تتم غالبا في أوقات متعددة دون سابق إعلام ، مما يحدث تشققات في جل المساكن، وتسبب هذه الإنفجارات خطرا على الرعاة وماشيتهم و جل الكائنات بالمنطقة.
وأضاف أن دوار أولاد يونس يوجد به بئرين فقط تعيش منهم الساكنة والماشية، وبالتالي فوجود البئرين إلى جانب المقلع الذي لا يبعد عنهم سوى بـ6 أمتار، سيتسبب في قلة المياه واختفائها وكذا تلوثها نتيجة الحفر و التصدعات الكثيرة.
وبخصوص الأضرار الصحية التي تسببها المقالع بالمنطقة، أفصح المصدر ذاته، عن الأمراض الخطيرة الناتجة عن الغبار، والمتعلقة بالحساسية وأمراض العيون والأمراض الصدرية بمختلف أنواعها.
وتابع أن القلق والإضطراب النفسيين الناتجين عن الضوضاء التي تؤثر على النوم في النهار والليل، يشكلان مصدرا آخرا للأمراض النفسية. قائلا؛ ”هناك مقالع تبعد عن الدوار بـ 6 كيلوميترات ويصلنا صداع أشغالها، فيما بالكم بالمقلع الموجود وسط الدوار وإلى جانب السكان بفاصل 20 متر فقط”. كما عدد المتضرر نفسه، التهديدات التي تتسبب بها المقالع، والتي تجعل الأطفال والنساء عرضة لمخاطر سقوط الأحجار، نظرا لتواجد المقالع وسط مباني الساكنة.
من جانب آخر، قال المتحدث ذاته، أن المسؤولين بالجماعة قاموا بالترخيص لبناء منتجع سياحي صديق للبيئة، وفي نفس الوقت الترخيص من جهة ثانية للمقلع الذي لا يبعد عن المنتجع سوى بصعة أمتار.
وتساءل المصدر ذاته، عن التناقض الحاصل مابين الترخيص لمنتجع صديق للبيئة، وبين الترخيص لمقلع قريب منه،له أضرار خطيرة على البيئة.
وأكد على أنه بجماعة الزيايدة التي تضم العديد من الدواوير، توجد 10 مقالع، تسبب الشاحنات فيها ضرارا كبيرا على الطرقات، حيث تحمل أحيانا 65 طن إلى 70 طن، متجاوزة الحمولة القانونية المتمثلة في 42 طنا بأضعاف.
وتابع مسترسلا، أن عدد الشاحنات التي تمر يوميا بالمنطقة، تتجاوز المائة، إذ يمكن أن تخرج من المقلع الواحد يوميا 150 شاحنة، الشيئ الذي يشكل خرقا سافرا حسبه لدفتر التحملات، موضحا في نفس السياق أن بعض هذه المقالع تبتدأ أشغالها من الثالثة صباحا إلى العاشرة ليلا.
وتساءل المتضرر عينه، عن الجهة المسؤولة عن منح تراخيص المقلع للبدء في الاشتغال، قائلا أنه:” إلى حد الآن لا نعلم إسم الشركة أو المقاولة صاحبة مشروع المقلع”. وحمل المسؤولية في الأخير إلى جماعة الزيايدة، التي تعمد على التماطل في التجاوب مع الساكنة والتواطؤ مع أصحاب المقالع، مضيفا أن هذا الأخير حينما حط الرحال لبدء أشغاله، لم يكلف رئيس الجماعة نفسه لإخبار الساكنة، كما لم يتم تكليف أي لجنة من اللجان عناء معرفة رأي القاطنين بجانب المقلع والمتضررين منه”.