في بلدي أن تكون ابن شهيد دافع عن وحدة التراب الوطني لها ألف قصة ومعنى
فأن تكون ابن شهيد تعني أنك ستعيش التهميش ولا شيء غير التهميش.تعني أن الدولة ستتخلى عنك في أشد الأوقات احتياجا لها،تعني ليس فقط أنك ستعيش الحرمان من ظل الأب وعطفه وحنانه،بل الحرمان أيضا من أية رعاية من قبل أجهزة الدولة المعنية بالعمل الاجتماعي. تعني أنك ستعيش التهميش والإقصاء في سن صغير كنت في أشد الحاجة الى التكفل والرعاية ماديا ومعنويا،تعني أن والدتك ستحارب لوحدها من أجل عيش أيتام قدر الله أن استشهد والدهم من أجل مغربية الصحراء، بدون أي التفاتة من قبل الإدارات الاجتماعية العسكرية والمدنية.
أن تكون ابن شهيد تعني أن الدولة ستصدر قانونا يتيما فارغا بئيسا ,بقدر بؤس تفكير مهندسيه،لتطلق عليه اسم قانون (مكفولي الأمة)،والذي جاء في وقت تجاوز جل أبناء الشهداء سن الاستفادة من مضامينه.
أن تكون ابن شهيد تعني أنك ستعيش اليتم والاحتياج والفقر، في حضور مؤسسات اجتماعية من المفترض بها الاعتناء بأبناء جنود قدموا دماءهم وأرواحهم وحياتهم في سبيل الوطن.
أن تكون ابن شهيد تعني أنك ووالدتك وإخوتك ستعيشون الإقصاء والتهميش وسوء المعاملة على مدى عهدين من قبل المصالح الاجتماعية للقوات المسلحة الملكية سابقا ومؤسسة الحسن الثاني للأعمال الاجتماعية لقدماء العسكريين وقدماء المحاربين حاليا.
أن تكون ابن شهيد تعني أن كل مؤسسات الدولة ستتنكر للتعليمات الملكية السامية القاضية بالاهتمام بأسر من استشهدوا أو أسروا في حرب الصحراء المغربية.
أن تكون ابن شهيد تعني أنك ستعيش همومك وهموم كل فرد من أفراد أسر شهداء ومفقودي وأسرى الصحراء المغربية ، وستعاين بعين بصيرة ويد قصيرة عن قرب حالات اجتماعية مأساوية في صفوف أسر ضحى أربابها من أجل وحدة الوطن ، حالات لازالت العديد من المدن تشهد على قصصها المؤلمة والمأساوية (لأرامل وأبناء الشهداء والمفقودين والأسرى).
ان تكون ابن شهيد ، ممن حالفهم الحظ وحصلوا على شواهد عليا أو متوسطة ، تعني أنك ستظل قيد التهميش تقتلك البطالة ،وبأن قانون مكفولي الأمة لن يشملك ولا يعنيك،وستظل قيد التهميش والإقصاء، ورهن البطالة والفقر واليأس ، لأنه قانون صوري لا يطبق ، فضلا عن أنه جاء بعد تجاوزك لسن الاستفادة منه.
أن تكون ابن شهيد تعني أنك ستتحسر وأنت تشاهد أمك تتألم من سوء المعاملة وعدم الاهتمام ،ومن شدة طول المواعيد بالمستشفيات العسكرية، وبأنك كابن شهيد أيضا محروم من العلاج والتغطية الصحية.
لكم أنت تسألوا مدينة سيدي سليمان عن حالة انتحار لأحد الشباب من أبناء الشهداء في أواخر الثمانينات نتيجة ضيق العيش وغياب أي متابعة اجتماعية ونفسية،ولكم أنت تسألوا أيضا عن حالة إخوته وأمه في أي وضعية نفسية يعيشون اليوم باستثناء مساعدة محتشمة لا تتجاوز 600درهم.
لكم أن تسألوا مدينة تمارة ،عن أرملة أسير تعيش في (براكة) بحي صفيحي أكثر من أربعين سنة،ولازالت تتوسل مؤسسة الحسن الثاني للأعمال الاجتماعية لقدماء المحاربين وقدماء العسكريين إلى حدود اليوم من اجل الحصول على سكن لائق، وأن تسألوا عن بشرى العلام ابنة شهيد بتمارة ، والتي توفيت بتاريخ 04/02/ 2012 بعد معانات طويلة مع مرض السرطان في غياب أي منقد أومساندة من مؤسسة الحسن الثاني أو علاج يذكر.
لكم ان تسألوا عن الحالة الاجتماعية الهشة لأبناء الشهيد بن عبو بحي الشهداء بمكناس والذين يعيشون تحت رحمة المحسنين في غياب تام لأي دور لمندوبة مؤسسة الحسن الثاني للأعمال الاجتماعية لقدماء المحاربين وقدماء العسكريين.
ومن تطوان دعوني أحدثكم عن أرامل ظللن يحلمن بالحصول على سكن بعد أن سئمن من إحسان عائلاتهن واللاتي لولاها لكن عرضة للتشرد والضياع رغم صدور تعليمات ملكية سامية تفيد بحق أرامل الشهداء في الحصول على سكن . أما بشفشاون فلكم ان تعاينوا الحالة الصحية لأرملة شهيد مقعدة في غياب أي التفاتة من مندوبية المؤسسة بتطوان.
هي صور مأساوية متشابهة هنا وهناك، صور من واقع أليم لا يمكن حصرها ولا عدها،لازالت تعيشها كل أرامل وأبناء الشهداء والمفقودين ضحايا حرب الصحراء بكل من تازة ووجدة والرباط والخميسات ومراكش ومكناس وفاس وتطوان وكلميم والعيون وطاطا وأيت ملول ومريرت وخنيفرة ……. بل وبكل أرجاء الوطن. فلكم أن تسألواعن مدى البؤس الذي تعيشه أسر الشهداء بأحياء الشهداء عبر التراب الوطني ، والتي تستدعي التدخل والتكفل من أجل إنقاد مايمكن إنقاده.
وأخيرا أن تكون ابن شهيد تعني أنك ستشهد من بالأمس قتل أوعذب والدك ،شهيدا كان أو أسيرا، وهو ينعم اليوم بامتيازات لا تحصى داخل الوطن.
معاد قبيس