مثلت مسرحية “فاتي أريان”، التي ألفها محمد ماشتي وأخرجها الحسن الإدريسي، المغرب في فعاليات الدورة الأولى من مهرجان الزرقاء المسرحي العربي للموندراما، التي تنعقد خلال الفترة الممتدة ما بين العاشر من غشت والثامن عشر منه.
وتحاكم هذه المسرحية، التي تشخصها الممثلة المسرحية المغربية صفية زنزوني، بعض أنماط الوصاية المجتمعية على المرأة في البادية. وفي هذا الصدد، تعالج قصة “فطومة”؛ و”فطومة” ليست سوى تلك المرأة القروية التي قررت التمسك بحكايات معينة وحولتها إلى آلية للانعتاق من اختناقات الجبال نحو المدينة؛ لكن الرحلة ستكون مرادفا للخيبات والانكسارات والعثرات والمزيد من العنف والاستغلال.
وعرفت هذه المسرحية، التي خرجت إلى الوجود منذ أزيد من ثلاث سنوات والتي عرضت في الثامن من مارس مرارا، نوعا من الانتشار؛ بالنظر إلى أنها تسلط الضوء على موضوع حساس يتعلق بحقوق المرأة، وخصوصا أنها لقيت احتضانا من لدن الحركة النسائية المغربية التي اعتبرتها نموذجا يميط الحجب عن العنف المبني على النوع الاجتماعي الذي يمارس على المرأة في الوسطين القروي والمديني، سواء من الناحية الاقتصادية أو الاجتماعية.
وتمكنت “فاتي أريان” من إحراز مكان للعرض داخل عروض مهرجان الزرقاء للمونودراما التي ما زالت مستمرة، حيث عرضت أمام الجماهير الحاضرة.
يشار إلى أن الدورة الأولى من هذا المهرجان المسرحي تعرف مشاركة 11 عملا مسرحيا من العديد من بلدان الشرق الأوسط وشمال إفريقيا؛ وهي: الأردن والجزائر ومصر وفلسطين واليمن والبحرين وسلطنة عمان وليبيا والمغرب والعراق وتونس.