موجةُ استقالات شهدتها الهيئات التعاضدية لموظفي الإدارات والمصالح العمومية بالمغرب “أومفام” وتعاضدية الوحدات الصحية لموظفي الإدارات والمصالح العمومية بالمغرب “مسفام”، مخلّفة جملة من التساؤلات والمخاوف لدى مناديب التعاضديتين وشكوكا في نزاهة عملية انتخاب المكتبين المسيّرين للهيئتين المذكورتين، والتي ستتمّ غدا السبت.
وقدم عزيز العلمي استقالته من رئاسة المجلس الإداري لتعاضدية الوحدات الصحية لموظفي الإدارات والمصالح العمومية بالمغرب “مسفام”، يوم الثلاثاء الماضي؛ وبالموازاة قدم ستة أعضاء من المكتب المسيّر للتعاضدية أيضا استقالاتهم.
وفي اليوم نفسه، قدم العلمي استقالته من مهام رئاسة المجلس الإداري للهيئات التعاضدية لموظفي الإدارات والمصالح العمومية بالمغرب “أومفام”، وقدم أيضا عشرة من أعضاء المكتب المسير للتعاضدية استقالاتهم، التي يُرتقب أن تدخل حيز التنفيذ ابتداء من اليوم الجمعة.
الاستقالات الجماعية التي عرفتها التعاضديتان أشاعت جوا من الخوف في نفوس موظفي “مسفام” و”أومفام”، الذين يزيد عددهم على 500 شخص، على مستقبلهم، في ظل “الوضع المتأزم الذي تتخبط فيه التعاضديتان”، حسب إفادة مصدر من المناديب.
وحسب مصادر من الهيئتين المذكورتين، فإن موجة الاستقالات الجماعية تأتي كمناورة من لدن أعضاء المكتبين المسيّرين لتكريس تموقعهم، في إطار الصراع المحتدم بين النقابتين المهيمنتين على التعاضديتين.
وبالرغم من أن أسباب استقالة أغلب أعضاء المكتبين المسيّرين لـ”مسفام” و”أومفام” غير واضحة، فإن تزامن الاستقالات الجماعية مع الجمع العام الذي سيُنتخب فيه أعضاء المجلسين الإداريين للتعاضديتين أشاعت شكوكا بأن الغاية من الاستقالة هو السعي إلى “تسلق سلّم المناصب”.
في المقابل، قال حميد بنجلون، المدير المكلف بتصريف الأعمال بتعاضدية “مسفام” بالنيابة، تعليقا على استقالة أغلبية أعضاء المكتب المسير للتعاضدية التي يُديرها، وكذلك أعضاء المكتب المسير لتعاضدية “أومفام”، إن “استقالة الأعضاء مسألة يمكن أن تقع في أية مؤسسة منتخبة”.
وأوضح بنجلون، في تصريح له: “تلقينا استقالة رئيس المجلس الإداري، ولاحقا استقالةَ أعضاء المكتب المسيّر، ولكي نحمي مصالح التعاضدية، والحفاظ على استقرارها واستمرار الخدمات التي تقدمها، قُمنا بما يُمليه القانون، حيث أصدرنا بلاغا إخباريا في الموضوع”.
وحسب إفادة بنجلون، فإن الجمع العام، الذي سيُنتخب فيه أعضاء المجلس الإداري للتعاضديتين اللتين يشتغل بهما 550 موظفا، سينعقد غدا السبت في مقر مقاطعة الصخور السوداء بمدينة الدار البيضاء.
وتابع المتحدث ذاته: “سيتم انتخاب أعضاء المكتبين المسيّرين، حتى لا يكون هناك أي فراغ أو انقطاع في الخدمات التي تقدمها التعاضديتان، وضمان السير العادي لعملهما”.
وعلى بُعد ساعات من انتخابات “أومفام” و”مسفام”، سارعت الجمعية الوطنية لموظفي الجماعات الترابية إلى توجيه طلب إلى المدير العام لهيئة مراقبة التأمينات والاحتياط الجماعي، بـ”التدخل العاجل والفوري قصد إنقاذ حقوق ومصالح التعاضديتين”.
واعتبرت الجمعية الوطنية لموظفي الجماعات الترابية أن من شأن استقالة رئيس المجلسين الإداريين لتعاضديتيْ “أومفام” و”مسفام” من مهامه وبعض أعضاء من المكتبين المسيّرين لهاتين التعاضديتين أن ينعكس سلبا على السير العادي للمؤسستين المذكورتين ووضعية الموظفين المنخرطين بهما.
وذهبت الجمعية ذاتها إلى القول إن “مسؤولي التعاضديتين غير جادين في تعاطيهم مع المسؤولية الملقاة على عاتقهم”، منتقدة تقديم استقالاتهم من مهامهم “بدون ذكر الأسباب الداعية إلى هذه الخطوة، في الوقت الذي تتجه فيه البلاد نحو ترسيخ مبادئ الدولة الاجتماعية، وتأكيد جلالة الملك على الجدية كمنهج متكامل تقتضي ربط ممارسة المسؤولية بالمحاسبة، وإشاعة قيم الحاكمة والعمل والاستحقاق وتكافؤ الفرص”.
وتساءل مناديب تعضاديتي “مسفام” و”أومفام” عن مدى قانونية إعادة انتخاب المكتبين المسيّرين للتعاضديتين من نفس الأعضاء الذين قدموا استقالاتهم قبل أسبوع واحد فقط من تنظيم الانتخابات.
وطالب المناديب الوزارتين الوصيتين، وهما وزارة الاقتصاد والمالية ووزارة الصحة والحماية الاجتماعية، إضافة إلى المصالح المختصة بإدارة الصندوق الوطني لمنظمات الاحتياط الاجتماعي، بالتدخل من أجل وقف ما وصفوه بـ”هذا العبث”.
وأكد بنجلون، أن إدارة التعاضدية التي يديرها قامت بمراسلة الوزارتين الوصيّتين، وهيئة مراقبة التأمينات والاحتياط الاجتماعي، حيث تم إطلاع المؤسسات المذكورة على موضوع الاستقالات، وأنها “على اطلاع بكل شيء”.