بقلم الاستاذة الكاتبة مسعودة القاسمي
الانسان ليس بمعزل عن محيطه والكون الفسيح الذي يرسل اليه تردداته …فهو جزء من الطبيعة ومن العطاء الكوني… وبما ان الجميع اليوم اصبح يتحدث عن هذه القوانين والاسرار الكونية … فسنتطرق الى تلك الطاقة التي يضيعها الانسان يوميا وهو لا يشعر بفقدانها …
شباب يدفع عمره منذ نعومة اظافره بين المقاهي والجلوس على شاشات الهواتف الذكية (فيسبوك وووو) … فبكل شارع من شوارع المدن والقرى والاحياء تولد يوميا مقهى جديدة سريعا ما تجد روادها … فالمقاهي هي الملاذ لقضاء اليوم او جزء كبير منه للشباب والكهول على حد السواء …حتى ان البعض تراه يحمل كرسيه خارجها ويجلس على قارعة الطريق يراقب المارة ويشبع فضوله …. ويبحث بعضهم الاخر على جليس يشاركه مشاهداته والخوض في حكايا لا نفع منها سوى هتك الاعراض او التدخل في شؤون الاخرين … ولربما يسارع الى نشر ما يسمع او يشاهد على صفحات الفيس بوك دون وجه حق … الامر لا يقتصر على هذا الحد فنحن اليوم وبالمدن خصوصا امام ظاهرة انتصاب المقاهي المختلطة امام الادارات والمؤسسات العمومية والجامعات حيث يقضي معظم الموظفين اوقاتهم اثناء الدوام … الجميع يحتفل بشرب قهوته مع زملائه حيث يحلو الحديث عن المشاغل والمشاكل الخاصة والعامة وعن هذا وذاك … وينساق الكثير منهم غير شاعرين باهدار طاقة الوقت والفكر والساعد والعمل المنتظر …
فلو قضى كل شاب ساعات يومه يعمل او يقرأ كتابا او يساعد محتاج لتغير معه قانون الكون واستثمرت طاقته في النفع والتمكين … ولو اجتهد الموظف في انجاز عمله باتقان وتفانى في ذلك لكانت مؤسساتنا من اكثر المؤسسات انتاجية وتقدما وتطورا …ولاصبحنا مثل تلك البلدان التي تطور اقتصادها باستثمار مجهودات افرادها وعدم اهدار طاقاتهم فيما لا يعني …
عزيزي القارئ الكون ياخذ منك ليعطيك فكلما اجتهدت وانشغلت بالعطاء انسجمت تردداتك مع الكون … وكلما استشعرت قيمة ماتملك من وقت وقوة خلاقة في البناء والابداع اعطاك الكون اكثر مما تعتقد بسخاء كبير …