تعد الفنانة التشكيلية المغربية مريم صديق، من الفنانات التشكيليات الواعدات بالمغرب، ولها دور مميز في ريادة الحركة التشكيلية مستقبلا، حيث تتميز ببصمتها الخاصة المعروفة ب (أفوس) في فن الرسم، كما تتميز باختيار موضوعات تراثية مرتبطة بالنساء وعاداتهن، ورسمت التفاصيل الحياتية الدقيقة ومظاهر العادات والتقاليد المغربية الجميلة والأصيلة.
نجحت الفنانة مريم صديق، في تقديم تجربة حسية فريدة من نوعها، أبدعت من خلالها في التأسيس لعوالم مدهشة في تشكلها وألوانها وفي شخصياتها النسائية خصوصا الأمازيغيات، واللواتي يأخذن من يشاهدهن إلى أسرار بعيدة له أن يشكلها معهن ومع أحاديثهن كما يشاء، حيث شغلها الشاغل هو النساء، فهي ترسمهم بطريقة عفوية بحكم طيبوبتها ومعاملتها الإنسانية، كما أنها تحب الحوار ولا تحب العزلة.
تكاد لوحات الفنانة مريم صديق، تنطق لتقول الكثير عن المرأة المغربية، أحسنت التعبير لتقول ما لا تستطيع الكلمات البوح به، فالمرأة المغربية بالنسبة لها منبع الحب والعطاء ومحور أعمالها ومُلهمتها، كما أن المرأة في أعمالها ترمز للكرم والجود والفضيلة، ستظل شامخة في رسوماتها، وستبقى تمجدها، فهي تسعى من خلال رسوماتها أن تخفف العبء عن كاهلها، وأن تراها في سعادة دائمة.
تنقل الفنانة مريم صديق، شعورا يتجلي في الألوان الزاهية مما يعطي لأعمالها بهاء ورونقا من يدها الماهرة والمرهفة الحس فترى أجمل اللوحات وقد اكتست بنبض خاص يجعلك تنبهر من روعة العمل وجماله، إنها فنانة أوتيت جوامع القدرة على الإبداع في عالم الفن التشكيلى، فجاءت لوحاتها كنزا ثريا من المعاني الحية والنابضة.
عندما تقف أمام لوحات مريم، سترى أن رسوماتها مستوحاة من قلبها وكلها مفعمة بلون خاص في لقطة جميلة وكأننا أمام أنشودة خاصة ومميزة، إنها معزوفة أرادت مريم أن نعيشها ونظل معجبين بها ومن جمالها الخالص والإبداعي، إننا أمام فنانة جميلة تعشق كل ماهو جميل، حيث الإبداع في كل معانيها وكأنها في لوحاتها تركز على معاني الجمال والحب، رسومات غاية في الروعة مثل الطائر الذي يحلق في الأعالي يملأ صدره بالهواء ويعود إلينا ليدهشنا بتغريده الجميل.
جدير بالذكر، أن الفنانة التشكيلية مريم صديق، درست التسويق الإعلاني في مدرسة ESP Paris، ثم قررت مواصلة حلمها في الفنون والإبداع، لتجد ضالتها في التصميم الجرافيكي، بعد تخرجها من Art com sup، ثم معلمة للفنون التشكيلية في مؤسسة ابتدائية، كذلك تهتم بالأطفال وتصقل موهبتهم وتنمي إبداعاتهم بالفن من خلال ورشات صغيرة في منزلها.