مركز معالجة الإدمان بآسفي: عندما تبعث المبادرة الوطنية للتنمية البشرية الأمل في نفوس المستفيدين لحياة أفضل
بفلسفتها التي تضع العنصر البشري في صلب كل دينامية للتنمية، لا تتوانى المبادرة الوطنية للتنمية البشرية التي أنهت مرحلتها الثالثة، في جعل تحسين ظروف عيش الأشخاص الذين يعانون من الإدمان عبر مختلف التراب الوطني كما هو الشأن بإقليم آسفي ضمن أولوياتها واهتماماتها.
ومن أجل إضفاء الفعالية على أنشطتها لا تدخر المبادرة الوطنية للتنمية البشرية جهدا في احداث مراكز حديثة لمعالجة الإدمان تتوفر على كافة التجهيزات الضرورية من أجل متابعة وكذا مواكبة ومعالجة الأشخاص المدمنين وبالتالي تحقيق إدماجهم السوسيو مهني والاقتصادي. ومن الأمثلة على ذلك مركز معالجة الإدمان المشيد بحي “اجدان” بآسفي.
ويضم هذا المركز المشيد على طابقين في إطار المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، قطبين واحد اجتماعي يشتمل على فضاء للاستراحة وآخر للاستقبال وقاعة للعرض ومرافق إدارية وقاعة متعددة الوظائف (وورشات للصباغة، والموسيقى، وللأعمال اليدوية) وقاعات أخرى للمعلوميات وللرياضة وللاجتماعات فضلا عن فضاء أخضر.
أما القطب الثاني وهو طبي فيشتمل على قاعة للعلاج الوظيفي وقاعات للعلاج البديل وللتمريض وللفحوصات (طب الإدمان) وللفحص (الطب العام) وقاعة أخرى للفحوصات (الطب النفسي) بالإضافة إلى صيدلية ومرافق إدارية.
ويستفيد من خدمات هذا المركز الذي تشرف على تسييره جمعية نور السلام لمحاربة الإدمان على المخدرات، حوالي 338 شخصا.
وتطلب إنجاز هذا المركز المندرج في إطار برنامج “مواكبة الأشخاص في وضعية هشاشة”، تعبئة غلاف مالي يقدر ب 6،36 ملايين درهم ممول بالكامل من قبل المبادرة الوطنية للتنمية البشرية ومخصص لإنجاز الدراسات التقنية والمعمارية وأشغال البناء والتهيئة والتجهيز.
من جهتها، تكفلت جماعة آسفي بتخصيص الوعاء العقاري، إلى جانب تحمل مصاريف الربط بشبكة الماء والكهرباء، فيما التزمت المندوبية الإقليمية للصحة والحماية الاجتماعية بآسفي بوضع رهن إشارة المركز الأطر الطبية والشبه طبية الضرورية، وتزويده بالأدوية والمستلزمات الطبية اللازمة، إلى جانب مواكبة وتأطير الجمعية المسيرة للمركز.
وفي تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أشار رئيس قسم العمل الاجتماعي بعمالة إقليم آسفي، عبد الرحيم حبابة، إلى أن مركز معالجة الإدمان بآسفي أُحدث بمبادرة من اللجنة الإقليمية للتنمية البشرية لمواجهة آفة الإدمان على المخدرات.
وذكر بأن هذا المركز من ضمن سلسلة من المشاريع المتعلقة بالصحة التي تعمل اللجنة الإقليمية للتنمية البشرية بآسفي على إخراجها إلى حيز الوجود بناء على تشخيص تشاركي، مشيرا إلى أن مركز معالجة الإدمان يلعب دورا مهما في مواكبة الأشخاص ضحايا الإدمان من خلال طاقم طبي وأيضا من قبل أعضاء الجمعية المسيرة للمركز عبر برمجة مجموعة من الأنشطة لفائدتهم وذلك بهدف تحقيق إعادة إدماجهم السوسيو مهني والاقتصادي.
من جهتها، أبرزت رئيسة جمعية نور السلام لمحاربة الإدمان على المخدرات، لطيفة السلاوي، أن الجمعية تتولى تسيير القطب الاجتماعي داخل المركز الذي رأى النور بفضل المبادرة الوطنية للتنمية البشرية.
وأشارت إلى أنه تمت إعادة ادماج أزيد من 110 حالة من أصل 338 استقبلها المركز، معربة عن عميق امتنانها لصاحب الجلالة الملك محمد السادس على العناية الخاصة التي ما فتئ يوليها جلالته لهذه الشريحة الاجتماعية لتحسين ظروفها السوسيو اقتصادية.
وأضافت السيدة السلاوي، أن “الأمر يتعلق بإعادة الادماج داخل الأسرة وفي العمل وداخل المجتمع. لقد نجحنا في هذه المهمة بفضل أيضا الدور المحوري الذي اضطلعت به أطر المندوبية الإقليمية والحماية الاجتماعية”، مقدمة لمحة مفصلة حول مهام ووظيفة مركز معالجة الإدمان فضلا عن مختلف الخدمات المقدمة مجانا للمستفيدين.
من جانبه، أشار طوني مراد، طبيب اختصاصي في علاج الإدمان بالقطب الطبي بمركز معالجة الإدمان، إلى أن المركز الذي فتح أبوابه في 16 مارس 2023، استقبل العديد من الحالات، لافتا إلى أنه على مستوى هذا القطب يتم اعداد ملف طبي لكل حالة لإجراء تحاليل طبية لهم قبل عرضهم على طبيب اختصاصي في طب الإدمان.
وأضاف “نعمل على دراسة كيفية معالجة المرضى حالة بحالة وذلك باستعمال العديد من الوسائل بما في ذلك المقابلات التحفيزية وعرض الحالات على اختصاصي في العلاج السلوكي والنفسي، مع الحرص على مواكبتهم بشراكة مع القطب الاجتماعي الذي يسهر على إعادة ادماجهم داخل المجتمع والأسرة والعمل”.