مركز حقوقي :سلطات عمومية تفرغ ست حافلات محملة بالمختلين عقليا بشيشاوة
مجلة أصوات.
قال المكتب التنفيذي للمركز المغربي لحقوق الإنسان إنه أخذ علما، عبر مكتبه بإقليم شيشاوة، بإقدام السلطات العمومية على تفريغ ست حافلات بدوار سيدي محمد صمبا، التابعة لجماعة سيدي محمد دليل قيادة السعيدات، على بُعد حوالي عشرة كيلومترات عن مدينة شيشاوة، مباشرة بعد خروج هذه الحافلات من الطريق السيار مراكش- أݣادير، وهي محملة بأشخاص تبدو عليهم مظاهر المرض النفسي والعقلي.
وأضاف المركز الحقوقي، ضمن بيان له، أنه جرى رصد هذه العملية خلال ثلاث ليال من شهر يناير الجاري (ليلة 19 حوالي الواحدة ليلا، وليلة 21 حوالي العاشرة ليلا، وليلة 22 حوالي التاسعة ليلا)، أي بمعدل حافلتين في كل ليلة، حيث كانت الحافلات مرفوقة بعناصر أمنية حسب مصادره، مؤكدا أن الأمر يتعلق بأشخاص مختلين عقليا ثم استقدامهم من مدينة الدار البيضاء.
واعتبر المكتب التنفيذي للهيئة الحقوقية سالفة الذكر هذا الفعل “الشنيع” وغير الإنساني”، الذي لجأت إليه السلطات العمومية، يعد انتهاكا صارخا لحقوق الإنسان على جميع المستويات؛ بالنظر إلى تعريض حياة هؤلاء “المرضى” إلى الخطر عقب التخلي عنهم في العراء، دون مراعاة لحالتهم الصحية والنفسية والعقلية، واحتياجهم للعناية الطبية المناسبة لأمراضهم.
وتابع المصدر ذاته أن هذه الخطوة تشكل أيضا إغراقا لدواوير وأحياء بمدينة شيشاوة بأشخاص يعانون من اضطرابات نفسية وسلوكية خطيرة، مما يعرض حياة المواطنين بالإقليم إلى خطر الاعتداء من أشخاص مرفوع عنهم القلم بقوة القانون؛ وهو ما يشكل تهديدا للسكينة العامة بالمدينة.
واستحضر المركز الحقوقي تلقي مكتبه بإقليم شيشاوة لمكالمات من مواطنين من أحياء الأمل والحسني والفرح والخريبات ومن أصحاب محلات تجارية ومقاهٍ، يشتكون من حالة الذعر التي أصابت الساكنة ومستعملي الطرق.
وشدد البلاغ على أن هذا السلوك غير المعزول قد دأبت عليه السلطات العمومية، من خلال تفريغ أفواج تلو أخرى من المهاجرين الأفارقة ومن الأشخاص المضطربين نفسيا وعقليا بإقليم شيشاوة، حتى جعلت منه أشبه ما يكون إلى حديقة خلفية لمآسي المدن الكبرى؛ وهو الأمر الذي تستنكره الساكنة والمجتمع المدني.
وقال التنظيم الحقوقي إنه عوض جلب المشاريع التنموية إلى المنطقة لمؤازرة جهود السلطات الإقليمية، خصوصا بعد تداعيات كارثة زلزال الحوز المدمر، والذي لا تزال آثاره ومخلفاته تستنزف مجهوداتها، يتم جلب وتفريغ المختلين العقليين والمهاجرين السريين، لتضيف مشاكل أخرى إلى المشاكل التي يعاني منها الإقليم.