بدر سنوسي
موازاة مع الاشتباكات الضارية التي تجري رحاها بين حركة ازواد والجيش الجزائري في الحدود المتاخمة شمال مالي، تداولت عدد من المنابر الإعلامية، أنباء تعرض جيش” شنقريحة ” لمناوشات مسلحة في جنوب البلاد، من طرف “حركة انفصالية” تنشط تحت اسم “حركة تحرير جنوب الجزائر” المنتمية لقبائل الطوارق على مقربة من الحدود المالية.
وحسب متتبعين فالصراع المسلح لحركة تحرير جنوب الجزائر، جاء نتيجة للتوتر غير المسبوق على خلفية تدهور الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية… واشار ناشطون عبر مواقع التواصل الاجتماعي أن الاضطرابات التي تعرفها ولايات الجنوب ومنها ولاية ورقلة وولايات المنيعة وبشار وتمنراست، تتعلق بالأساس الى الفقر المدقع الدي وصل الى حد لا يطاق وغياب فرص الشغل لأبناء تلك المناطق وكدا الى العطش الدي تعاني منه المناطق الجنوبية…
وما يثير الانتباه في انتفاضة سكان المناطق الجنوبية، والإعلان الى الجهاد ضد النظام العسكري، كون تلك المناطق تعتبر كمناطق غير نافعة مقارنة مع المناطق الشمالية، بالرغم من ان مناطق الجنوب تتوفر على كميات كبيرة من حقول الغاز، لا يستفيد منها سكان المناطق، كما تنعدم فيها – بالمرة – مرافق متطلبات الحياة كالمستشفيات والمدارس ناهيك عن المرافق الترفيهية المنعدمة، من قبيل المسارح والملاعب والمسابح مما زاد في تأجيج الأوضاع بشكل خطير….
ويرى مراقبون ان السلطات الجزائرية، متخوفة من عدوى ” حركة ازواد الانفصالية ” في المناطق الجنوبية، علما ان تقارير من عين المكان، أفادت بان الأوضاع مرشحة للتصعيد… وفي ظل تواصل الاشتباكات المسلحة، تشير نفس المصادر عن مشاهد صادمة في ولايتي الوادي، ورقلة النفطية التي يقطنها أكثر من 100 ألف شخص…علما انه لا زال سيناريو احداث غشت 2015 التي شهدتها بولاية غرداية ، لا زالت عالقة بالأذهان، وهي الأحداث الدامية التي أودت بحياة ما لا يقل عن 25 شخصا وجرح العشرات في حصيلة ثقيلة وثقتها – انداك- وسائل التواصل الاجتماعي.
ويبدو واضحا ان الأوضاع الخطيرة التي تشهدها الجزائر، وبروز حركات انفصالية في الجنوب، وكذا الحصيلة الثقيلة من القتلى في صفوف الجيش، جعلت ال” تبون” يستنجد علانية بالرئيس بوتن، في الكلمة التي تلاها امام الوفدين الروسي والجزائري مساء امس الخميس 15 يونيو الجاري، بطلب مساعدة عسكرية عاجلة لحماية الجزائر، بتعزيز العناصر العسكرية في الحدود المالية، من أجل مواجهة أي تهديد أو خطر يأتي من الجماعات المسلحة في التي تنشط في شمال مالي وجنوب الجزائر.. واكيد ان استمرار وضع النظام على ما هو عليه الآن، يعني حدوث انهيار وتفكك أجنحة الحكم المركزي وتصارعها وتضارب مصالح الكابرانات، وهو ما سينتج عنه حالة فوضى يمكن أن يستغلها – آجلا ام عاجلا – المتطرفون الإسلاميون أو شعب منطقة القبائل (شمال) أو الطوارق في جنوب البلاد لإقامة كيان خاص بهم.
وتجدر الإشارة في هذا السياق، أن هذه الحركة التي تُطلق على نفسها “جبهة تحرير جنوب الجزائر”، والتي أعلنت رسميا – سابقا – مسؤوليتها عن قتل 3 جنود جزائريين، وأسر اعداد لا يستهان بها من الجنود، هي مكونة من عناصر مقاتلة تنتمي لقبائل الطوارق التي تنتشر في الجنوب الجزائري (خاصة بتمنراست) وشمال مالي، وعلى صفحة تحمل اسمها في موقع “تويتر” تصف الحركة نفسها بأنها “انفصالية”، وهدفها إنشاء دولة مستقلة، رافعة شعار “الكفاح المسلحة”، وتتبنى علما رباعية الألوان مكونا من مثلث أصفر وثلاث خطوط أفقية خضراء وحمراء وسوداء، وهو نفسه علم “دولة أزواد المستقلة” التي أعلنت الحركة الوطنية لتحرير أزواد إنشاءها دون اعتراف دولي سنة 2012 على مساحات شاسعة من دولة مالي.
وتطالب حركة تحرير الجزائر بثلث مساحة الدولة الجزائرية بحدودها الحالية لتأسيس كيان مستقل
وتقول الحركة انها تتبنى خريطة واضحة المعالم تنطلق حدودها من حدود المغرب غربا إلى ليبيا شرقا قاضمة أكثر من ثلث مساحة الجزائر الحالية، وتلتهم حدود هذه الأخيرة مع موريتانيا ومالي والنيجر أيضا.
السابق بوست