عثمان جدي
لا حديث بين سكان جماعة أولاد عياد بإقليم الفقيه بن صالح إلا عن التهميش و “الحكرة” والنسيان التي تعيش على وقعها المنطقة بجميع الدواوير الواقعة بالنفوذ الترابي للجماعة السالفة الذكر، جراء الركود وإهمال السلطات الإقليمية والمجلس الجماعي المنتخب ساكنة أولاد عياد المدينة على مستوى انجاز مشاريع تنموية حقيقية من أجل تنمية المنطقة، والمساهمة في خلق تنمية محلية تستجيب لانتظارات الساكنة التي تعاني الويلات بسبب الإقصاء والتهميش وعدم توفير أبسط وسائل العيش لفائدة الساكنة.
التنمية “المفقودة” بسائر جماعة أولاد عياد أدخلت الساكنة المحلية، في بحث عن مخرج يقيها شر الوقوع في المعضلات التي يحدثها انعدام المشاريع.
كما تحولت الجماعة بسبب غياب الاهتمام بها ، إلى جماعة “منسية” بامتياز، نظرا لغياب عدة متطلبات تعتبر من الضروريات الأساسية في الحياة اليومية للمواطن بينها أزمة العطش التي تعاني منها ساكنة أولاد عياد بسبب الانقطاعات المتكررة للماء الشروب والتي حولت حياة الساكنة إلى جحيم، حيث أدى شبح العطش هذا أخيرا إلى حدوث غليان شعبي وخروج الساكنة من مختلف الفئات العمرية ( شباب وأطفال ونسوة ورجال ) في مسيرات ووقفات احتجاجا على الانقطاعات المتكررة للماء الصالح للشرب، خاصة وأن الانقطاعات المتكررة أتت تزامنا مع فصل الصيف الأخير الذي عرف مستويات قياسية في درجات الحرارة.
وأمام غياب لأبسط شروط الحياة في مدينة أولاد عياد والدواوير التابعة لها، جعل السكان يتساءلون عن الجهات التي تقف وراء هذا التهميش و غياب المرافق الخدماتية التي من المفروض أن تقدم خدمات يومية للمواطن بالجماعة وتستجيب لانشغالات الشباب، ويرجع السبب حسب جمعيات المجتمع المدني الى غياب تصور حقيقي للمجلس الجماعي المنتخب ،هذا يساعد على بروز بعض الظواهر المضرة، منها على الخصوص التعاطي للمخدرات في صفوف الشباب والهدر المدرسي، والهجرة.
كما سبق لمجموعة من جمعيات المجتمع المدني بالمدينة، أن تقدمت بمجموعة من الاقتراحات، تراها ضرورية للرفع من المنطقة لخلق نواة حقيقية للتنمية، لكن وفق ما صرح به فاعل جمعوي للجريدة أن المجلس الجماعي المنتخب والسلطات الإقليمية غير معنية باقتراحات الجمعيات الجادة، ولا يهمها ما تقدمه كقوة اقتراحية، حيث كل ما يهم المجلس المنتخب هو ضمان الاستقرار داخل الأغلبية التي تسير المجلس الجماعي.
السؤال الذي يطرح نفسه بمدينة أولاد عياد بإقليم الفقيه بن صالح ما جدوى وجود مجلس جماعي منتخب لا يستمع الى نبض الساكنة، ولا يهتم بانشغالاتها، فالواجب وفق تصريحات الساكنة، البحث عن مخرج للخروج بالمنطقة من قوقعة التهميش الحالية، من خلال تبني مخطط تنموي يراعي كل المعطيات المذكورة، لأنه في النهاية الغاية هي خدمة المواطن الذي يبقى المحور الرئيسي للسياسات العمومية.