لدى كل دولة في أنحاء العالم، طقوس وعادات وتقاليد دينية مستمدة من الحضارات السابقة، كبصمات احتفظ المجتمع بوجودها على مدار عقود وقرون طويلة.
ومن بين هذه العادات التي يلاحظها كل من زار دولة المغرب، رفع العلم الأزرق مع شروق شمس كل يوم جمعة فوق صوامع المساجد، ومن ثم استبداله بالأبيض مع غروب الشمس.
وبحسب بحث بعنوان «الحضور الديني في العادات والتقاليد المغربية»، للباحث عباس الجراري، تعود هذه العادة إلى عهد الدولة المرينية، وهي سلالة أمازيغية حكمت بلاد المغرب الأقصى، من القرن الثالث عشر إلى القرن الخامس عشر ميلادي.
كان المرينيون -وقتئذ- يميزون يوم الجمعة برفع العلم الأزرق على قمة الصوامع بعد الشروق، إيذانا للصم والبكم بصلاة الجمعة، وبعد منتصف النهار يتم استبداله بعلم أبيض، في إشارة إلى انتهاء وقت صلاة الجمعة، وتسحب الأعلام تماما في نهاية اليوم، على أن ترفع مجددا في الجمعة المقبلة.
وبحسب الكتاب، يعد أبو عنان المريني، الحاكم المريني الذي خلف والدَه أبو الحسن علي بن عثمان كسلطان للمغرب سنة 1348م، أول من أحدث هذه العادة في منتصف القرن الثامن الهجري.
كان أيضا رفع العلم الأزرق على صواري المآذن في بعض المدن، يقصد مِنه كذلك الإخبار بوقوع وفاة حتى يخرج الناس لجنازتها.
ومن عادات الدولة المرينية أيضًا وضع المصابيح بالليل على صوامع المساجد، للتعبير عن حلول أوقات الصلاة الليلية كالعشاء والفجر.
وبدأت العادة المرينية -في الوقت الحالي- تختفي من غالبية المساجد المغربية، بسبب التطورات التكنولوجية التي يشهدها العالم.
فبات الأشخاص الذين يعانون من مشكلة السمع، يستخدمون الأنترنت في الهواتف المحمولة لمعرفة مواقيت الصلاة وتواريخ الأيام، بخلاف العصر الماريني التي لم يكن يعرف فيه الناس الهاتف المحمول.