بعد مرور شهر على عيد الأضحى المبارك، استأنف الجزارون نشاطهم العادي لبيع اللحوم الحمراء إلى زبنائهم بمختلف المدن والأسواق المغربية، التي تواجه ارتفاعا في أسعار عدد من المواد؛ ومن أبرزها اللحوم.
رضوان الغرباوي، واحد من الجزارين المعروفين بمدينة القنيطرة، فاجأ زبناءه بزيادات مهمة في أسعار اللحوم بمختلف أنواعها بعد العيد، حيث بلغ سعر لحم البقر 110 دراهم، بزيادة بلغت أزيد من 15 درهما، بعدما كان سعرها لا يتعدى 95 درهما للكيلوغرام.
عن أسباب هذه الزيادة، قال الغرباوي شارحا لجريدة هسبريس الإلكترونية إن “الغلاء مشتعل في السوق، والعجل الذي كنا نشتريه في السابق بـ25 ألف درهم، أصبح يتجاوز الـ30 ألف درهم، ولا غالب إلا الله”.
وأضاف الغرباوي متأسفا: “لم نجد سبيلا لاعتماد أسعار غير هذه؛ ولكننا مضطرين، لأن اللحم أصبحت قيمته تصل عندنا إلى 100 درهم تقريبا، وماذا سنربح؟ وكيف سنواصل تقديم الخدمة للزبناء إذا لم نخصص هامشا للربح، شأننا كباقي التجار في مختلف الميادين والمجالات؟ّ”.
أما بخصوص أسعار لحم الغنم، فقد بلغ 150 درهما في مدينة الرباط، إذ يرجح أن يرتفع هذا السعر في ظل تزايد الإقبال عليه في الصيف بسبب كثرة الأعراس والحفلات، فضلا عن بدء الاستعدادات مبكرا هذه السنة لعيد الأضحى المبارك، حيث يعمد التجار والكسابة الكبار إلى شراء الخروف الصغير وجمعه من الأسواق تمهيدا لإعداده للبيع في العيد المقبل.
في المقابل، يتمسك مهنيو اللحوم بأن الأسعار لم تعرف تغيرا كبيرا مقارنة مع ما كان عليه الحال قبل العيد؛ فقد اعتبرت مصادر مهنية من مدينة الدار البيضاء أن أسعار اللحوم بلغت 95 درهما في المجزرة الكبرى، بعدما كانت لا تتعدى 85 درهما عند البيع بالجملة خلال الفترة ما قبل عيد الأضحى المبارك.
وفي هذا الصدد، قال أحد أعضاء الفيدرالية المغربية للفاعلين في قطاع المواشي إن الحديث عن غلاء أسعار اللحوم “مبالغ فيه”، مؤكدا أنها “لم تعرف ارتفاعا كبيرا ولم تستعد حركيتها الطبيعية بعد”.
ولفت المصدر المهني، الذي لم يرغب في ذكر اسمه، إلى أن التوقعات داخل الأوساط المهنية تفيد بأن وضعية السوق “مستقرة ولن تعرف زيادات كبيرة خلال الصيف الحالي”، مستدركا: “لكن الأمر يبقى مرتبطا بالعرض والطلب دائما”، حسب تعبيره.