في كل مرة وعندما تنكشف قضية تتعلق بإغتصاب أو التحرش بالأطفال الصغار تتعالى بعض الأصوات تطالب بعدم تناول الموضوع إعلاميا وحقوقيا تحت مبررات شتى منها ” السترة ؛ عيب؛ حشومة …” كما يتجج هؤلاء بأن هذه المواضيع تافهة وهناك من يذهب إلى أبعد من ذلك ويطالب بستر الذئاب البشرية التي تنهش أعراض أطفالنا حفاظا على سمعته وسمعة أسرته ويسوغ مبررات كثيرة لتلك الوحوش البشرية.
إن أصحاب هذا الرأي الشاذ ربما لا يدركون أن مثل هذه المبررات هي من ساهمت في انتشار ظاهرة إغتصاب والتحرش بالأطفال بشكل متزايد إلى حد الخطورة ؛ وجعل هذه الوحوش الآدمية تعبث بأجساد صغارنا وهي مطمئنة ومرتاحة البال لأنها تعرف أن هناك من هو مستعد دائما للدفاع عن أفعالها الإجرامية ومستعد أن يقوم بالوساطة لدى الأسر المتضررة لطي أي قضية تتعلق بفعل الإغتصاب تحت نفس المبررات السالفة الذكر مستمدة من عادات وتقاليد وأعراف إجتماعية تقدس الذكر على حساب الأنثى والكبير على الصغير والقوي على الضعيف أضف إلى ذلك مبرر الخوف من الفضيحة كلها عوامل تساهم في تزايد هذه الظاهرة الخطيرة وتؤدي إلى إفلات الوحوش الآدمية من العقاب.
لأن عدم فضح ظاهرة الإغتصاب والتحرش وتراخي القانون في تطبيق أقصى العقوبات في حق كل من سولت له نفسه الإعتداء على أطفالنا وقيام بعض منعدمي الضمير والأخلاق بالوساطة لطي هذه القضايا هي من تساهم في استفحال هذه الجرائم الخطيرة بين مجتمعنا؛ فكيف يقبل هؤلاء القوم المدافعين عن إغتصاب الأطفال عن قصد أو بدونه أن يعتدي أحد على أطفاله ؟ وهل يعلم تبعات هذه الجرائم على الأطفال من الناحية النفسية ؟ وهل يعلم هؤلاء أن عدم فضح هذه الوحوش الآدمية هو من ساهم في تزايد هذه الظاهرة بشكل مخيف ؟ ولماذا يتم دائما التحجج بضرورة الحفاظ على سمعة مغتصبي الأطفال وأسرهم ولا يتم التفكير بالضحايا وأسرهم ؟
إن الطفل الذي يتعرض للإغتصاب أو التحرش يحمل معه جراح نفسية غائرة لا تندمل أبدا مهما طال الزمن؛ لذى وجب على الجميع فضح هؤلاء الوحوش الآدمية ومن يدافع عنهم وتطبيق أقصى العقوبات بحقهم حتى لا تستفحل هذه الظاهرة الخطيرة أكثر مما عليه الآن حماية لأجيالنا المستقبلية من أمراض نفسية يصعب تجاوزها مما يجعل منهم قنابل موقوتة قد تحرق في يوم ما الأخضر واليابس .
**بقلم الحقوقي : نورالدين عثمان **