“سيرغي لافروف قرّب الشرق الأوسط”، عنوان مقال ماريانا بيلينكايا، في “كوميرسانت”، حول موقف الخارجية الروسية مما يسمى بـ”صفقة القرن” للشرق الأوسط.
وجاء في المقال: زار وزير الخارجية سيرغي لافروف مصر والأردن، نهاية الأسبوع الماضي. جاءت زيارته عشية زيارة الرئيس المصري لواشنطن، التي زارها العاهل الأردني قبله…
ما شغل اهتمام موسكو والقاهرة، بشكل خاص، مناقشة الخطة الأمريكية للتسوية في الشرق الأوسط، والتي تسمى “صفقة القرن”، ولم يتم الإعلان عنها بعد.
بذل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قصارى جهده لزيادة شعبية بنيامين نتنياهو. فخلال العام الماضي، اعترف بالقدس عاصمة لإسرائيل، ثم بالسيادة الإسرائيلية على مرتفعات الجولان. ولكن، لا يستبعد الخبراء الإسرائيليون الذين قابلتهم “كوميرسانت” أن يطلب الرئيس ترامب من بنيامين نتنياهو، مقابل ذلك، دعم الخطة الأمريكية.
وقد ناقشت الولايات المتحدة هذه المسألة مع العرب. في المقام الأول، مع دول الخليج، التي كثفت مؤخراً اتصالاتها مع إسرائيل، وكذلك مع مصر والأردن. ولكن، بغض النظر عن مدى جاذبية وعود الأمريكيين باستثمار مليارات الدولارات في المنطقة مقابل السلام وفقا لخططهم، فهناك خطوط حمراء للدول العربية. من بينها وضع القدس ومرتفعات الجولان.
وفي حين أن وضع دول الخليج المالي يتيح لها مجالا للمناورة في المفاوضات مع الولايات المتحدة، فإن موقف القاهرة وعمان أكثر تعقيدا. فمصر، أكبر متلق للمساعدات العسكرية الأمريكية بعد إسرائيل. وقد خصص الكونغرس الأمريكي 1.4 مليار دولار للمصريين، للعام 2019، كما يتلقى الأردن 1.2 مليار دولار من واشنطن سنويا. لكن حتى هذا لا يمكن أن يجبرهم على الاتفاق مع الولايات المتحدة والاعتراف بحق إسرائيل في الأراضي الفلسطينية المحتلة.
يمكن لأي من هذه الصفقات تفجير الوضع في مصر، وفي الأردن، على وجه التحديد، حيث يعيش عدد كبير من الفلسطينيين (حتى وزير الخارجية الأردنية أيمن الصفدي فلسطيني).
وهنا دور روسيا مهم جداً للعالم العربي. بعد المحادثات التي جرت في عمان، وصف سيرغي لافروف قرارات الولايات المتحدة، بشأن القدس ومرتفعات الجولان، بـ “غير الشرعية” و”مزعزعة للاستقرار”. بالإضافة إلى ذلك، يرى الجانب الروسي من غير المثمر محاولة إبرام ما يسمى بـ “صفقة القرن” غير المنسقة مع دول المنطقة.
المقالة تعبر فقط عن رأي الصحيفة