تتعرض صحة الأطفال الرضع لخطر متزايد خلال موجات الحر الشديد، بسبب ضعف قدرة أجسامهم على تنظيم درجة الحرارة مقارنة بالكبار. جهازهم المناعي والجهاز الحراري غير ناضج، مما يجعلهم أكثر عرضة لمضاعفات مثل الجفاف وضربة الشمس، والتي قد تكون خطيرة جداً على صحتهم. لذلك، يحتاج الأهل إلى اتباع مجموعة من الإجراءات الوقائية المهمة لضمان سلامة أطفالهم خلال هذه الظروف الجوية القاسية.
1. الترطيب المستمر: أساس الوقاية
الرضاعة الطبيعية أو الصناعية يجب أن تكون أكثر تكراراً خلال موجات الحر لتعويض فقدان السوائل الناتج عن التعرق. تجنب إعطاء الماء للرضع الذين لم يتجاوز عمرهم 6 أشهر إلا بعد استشارة الطبيب، حيث أن تقديم ماء غير مناسب يمكن أن يسبب لهم مشاكل صحية أخرى. اختر دائماً التغذية التي تناسب عمر الطفل وحالته الصحية لضمان ترطيب كافٍ وآمن.
2. توفير بيئة ملائمة
حافظ على مكان الطفل باردًا وجيد التهوية. استخدم مروحة أو مكيف هواء، ولكن تجنب توجيه الهواء مباشرةً على الرضيع لتفادي نزلات البرد أو تهيج الجلد. ينصح بعدم اصطحاب الطفل خارج المنزل أثناء فترات الذروة الحرارية، للحفاظ على راحته وتقليل مخاطر التعرض لأشعة الشمس المباشرة.
3. اختيار الملابس المناسبة
ارتدِ لطفلك ملابس خفيفة وقطنية فضفاضة تسمح بمرور الهواء وتقلل من ارتفاع درجة حرارة الجسم. تجنب تغطية الرضيع ببطانيات أو لفه بشكل محكم، لأن ذلك قد يمنع تبخر العرق ويزيد من خطر ارتفاع حرارة الجسم.
4. تجنب ضربة الشمس بخطوات بسيطة
لا تترك الطفل في السيارة، حتى لو لفترة قصيرة، لأن درجات الحرارة داخل السيارة قد ترتفع بسرعة كبيرة وتعرض الطفل لخطر ضربة الشمس. راقب بعناية أي علامات تحذيرية مثل:
ارتفاع حرارة الجسم فوق 38 درجة مئوية
الخمول أو النعاس المفرط
قلة التبول أو جفاف الفم
التنفس السريع أو صعوبة التنفس
في حال ظهور أي من هذه العلامات، يجب التوجه فوراً للطبيب.
5. إجراءات التبريد عند الحاجة
إذا لاحظت أن طفلك متعبًا، متعرقًا أو حارًا جداً، قم بمسح جسده بلطف باستخدام إسفنجة مبللة بماء فاتر—not بارد جداً—للمساعدة في خفض حرارته تدريجياً. حافظ على تبريد الطفل بشكل آمن لتجنب الصدمة الحرارية.
في النهاية، موجات الحر الشديدة تمثل تحدياً صحياً خطيراً للأطفال الرضع، لذلك من الضروري أن يكون الأهل على وعي تام بالتدابير الوقائية الضرورية. الترطيب المنتظم، خلق بيئة باردة مناسبة، اختيار ملابس مريحة، اليقظة الدائمة تجاه علامات الخطر، واستخدام طرق التبريد المناسبة كلها مفاتيح لضمان حماية طفلك من مخاطر الحرارة الشديدة. السلامة تبدأ بالوقاية، فلا تتردد في استشارة الطبيب عند الحاجة.