سنة 2010 دشن جلالة الملك محمد السادس أكاديمية كرة القدم بسلا الجديدة أكاديمية مستقلة و ذات رؤية جديدة آنذاك و بأطر يتميزون برؤية جديدة في حينه و سبقها سنة 2008 رسالة ملكية موجهة للمشاركين في المناظرة الوطنية حول الرياضة و التي كانت خارطة طريق للرياضة المغربية شكلا و مضمونا، و آنذاك و في سياق عالمي معين تم تدشين الاكاديمية التي لم يراهن عليها الكثير لتصل إلى ما وصلت اليه اليوم ،و لم يكن احد يراهن على أن كرة القدم و الرياضة عموما يمكنها ان تتطور الى ما وصلت إليه ، و كان اكبر المتفائلين لا يراهن على قوة الرياضة و كرة القدم خصوصا في تثبيت قدم المغرب كقوة ناعمة صاعدة، و اصبح يجني ثمار سياسة كاد الجميع أن ينسى بدايتها و هندستها الخارجة من أسوار القصر الملكي بالرباط، إن عبقرية الجالس على العرش و بعد نظره الاستباقي جعله يتبنى رؤية رياضية في كرة القدم تلت نكسة في كرة القدم آنذاك لعدة سنوات سواء في المنتخبات الوطنية أو الاندية الوطنية و شبه غياب في المحافل الاقليمية و الدولية.
و لأن القائد الناجح يجب ان يوجه السياسات العمومية و يقف على تنفيذها رغم التحديات المحيطة، كانت أكاديمية محمد السادس لكرة القدم الجواب الشافي و الحل الانجع لتوجيه الفاعل الرياضي في كرة القدم للرجوع إلى الأصل ألا و هو التكوين الاساسي انطلاقا من القاعدة و الرهان على الفئات الصغرى لبناء جيل قادر على رفع التحدي و حصد النتائج، و هي سياسة ملكية أثبتت نجاعتها في المجال الاجتماعي كذلك من خلال اطلاق المبادرة الوطنية للتنمية البشرية سنة 2005 ، حيث راهن العاهل المغربي على العنصر البشري كمحور لكل تنمية منشودة ، و لا يمكن فصل الرياضة عن التنمية كمكون اساسي للمشهد العام، حيث اصبحت محرك اجتماعي و منتج لدورة اقتصادية و اجتماعية مهمة تدر على خزينة الدولة موارد مهمة. فعندما نقف اليوم على النتائج يجب ان نكون اذكياء في التعاطي مع التاريخ القريب و إنصاف من له الفضل في ذلك، ليس من باب المجاملة بل من أجل تكريس ثقافة الاعتراف حتى تصير ثقافة تسود مجتمعنا. و تثمينا للرؤية الملكية في المجال الرياضي كان لزاما لكي تجد سبيلها للتعميم و التثمين و الاستنساخ الجيد عرفت الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم هيكلة و ضخ دماء جديدة سنة 2014 من خلال كفاءات جديدة اعطت دفعة قوية للتسيير و الحكامة الرياضية و جعلت من التحفيز و التشجيع و تعبئة الموارد شعارا لها بالاضافة إلى النشر الايجابي لثقافة توسيع قاعدة الممارسين وفق رؤية واضحة المعالم مبينة على التكوين المبني على النتائج.
إن ما وصل اليه المنتخب المغربي من نضج كروي في كأس العالم بقطر التقت فيه ارادة ملكية هادئة و منتوج مغربي خالص من ابناء الداخل و الخارج بدم مغربي اصيل، جعل الشعب المغربي يخرج عن بكرة أبيه ملكا و شعبا فرحا و تعبيرا عن نشوة متفردة عمت العالم و ليس المغرب فقط، بل إن ديبلوماسية كرة القدم حققت نتائج غير مسبوقة و جعلت المغرب محط انظار العالم، و ادخلت الحاقدين جحورهم لتشكيكهم في سياسة المغرب الرياضية قبل ذلك.
وها نحن اليوم نتحدث عن أكاديميات و مراكز تابعة للجامعة و الاندية المغربية و الخواص ، و اصبحنا نتحدث عن مسارات رياضية في التوجيه الدراسي في انخراط وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة في هاته الدينامية الرياضية، حيث لم تعد الرياضة مجرد هواية، بل اصبحت اكثر من مجرد لعبة، اصبحت مكون اساس للادماج الاقتصادي و الاجتماعي و سلم للترقي الاجتماعي يساهم فيه الجميع من الاسرة إلى جامعة الكرة و بذلك حق للشعب المغربي و الاسرة الكروية أن تكون ممتنة و فخورة بالسياسة الناعمة لجلالة الملك محمد السادس نصره الله، و حق جلالته التغبير عن فرحته للخروج و الاحتفال مع راعاياه تثمينا لما وصلت اليه الكرة المغربية و لازالت تجني ثمار التكوين في جميع الفئات و جعل علم المملكة المغربية الشريفة خفاقا في جميع المحافل الإقليمية و الدولية.