كنتُ أمارسُ التشيؤ من علمانية إلى علمانية فإذا بي أرى في الدرك الأسفل من وزارة الأوقاف العالمية علمانيين من طراز سوخوي أو من طراز ف 35 أو من طراز س 300 أو س 400 و في آخر المطاف وصلت بي رؤيتي إلى العلمنجيين الذين يحاربون طراز العربجيين أو الأسلمجيين بطريقة أشدّ وطأة جعلت من مساري الانبلاجي في الدرك الأسفل من الانبلاج العلماني و في الدرك الأعلى من الانبلاج اللا ديني الذي طأطأ أمام مشيئة العلمانية التكتونية اللا الكانتونية أو الكانتونية اللا تكتونية و نسي كلَّ فضاءات العلمانية الوجودية الإنسانية في الدرك الأسفل من التشاحن و التنافر و الاقتتال أمام مسجدٍ تبعثرت فيه الدماء و نسيت أبناءها الحيارى يرتِّلون كنيسة حياتهم التي من المفترض أن تصان في كلِّ زبور و قرآن و توراة و إنجيل.
لكنْ هيهات للدماء أن تحسن ترتيل القيامة إذا لم يتقن صاحبوها ترتيل وجودهم كما ينبغي على مذبح التاريخ و الحياة التي تفتدي قرابينها بالإنسان قبل أن تفتدي إنسانها بالقرابين !!
نعم التشيؤ الذي مارسته جعلني شيئاً منسيا قبل أن أولد لكن ليس على مبدأ الكلمات القرآنية التي نطقت بها مريم عليها سلام محبيها حينما ولدت عيسى عليه سلام محبيه بعد أن نفخ الله فيها من روحه “يا ليتني متُّ قبل هذا و كنتُ نسياً منسيا” , و هذا ما جعل علمانية أمتي محطَّ التساؤلات ما بين العلم والجهل و الأسطورة و الخرافة و ما بين التحليل و اللا تحليل و ما بين الأبيض و الأسود هناك حيث تحتلُّ علمانية الجعجعات مناطق رمادية لا تحصى تفقد التطبيق في أيِّ منحى من المناحي مهما كان صغيراً قزماً و مهما جعلوه كبيراً عملاقا !
قرأتُ سورة كفري جهراً في مصحف التكوين فحاول الإسلام المسخَّر داخلياً و خارجياً و غير المسخَّر ظنِّياً و تصريحياً ابتلاعي سواء كان مجتمعياً أم سياسياً و لم يقصِّر العلمنجيون في قدِّ قميصي اليوسفي من قُبُلٍ و من دبرٍ دون أدنى وازعٍ علماني بالمعنى الإيجابيّ التطبيقيّ للكلمة الذي تضاءل أمام زحمة المصالح و تضارب الرؤى و الشاشات المنصوبة لكلٍّ على هواه و هوى قطيعه المختار !.
بدأت تتلاشى ترانيمي في كلِّ الأقانيم و أنا أسبِّح بكفري أكثر و أكثر مخترقاً بجولتي الإلحادية نزع التشيؤ بقدر انتزاع الهاربين من اليقين كي يدركوا يقينهم بالأفعال لا بالانجرار القطيعي وراء تحالفات نسيت تمذهبها شكلياً لتتذكره في كلِّ أقنوم و في كلِّ سفرٍ من أسفار التلمود الذي نام يوسفياً و صحا ناطقاً أصحابه يحتسون الموائد على سورة المائدة العذراء !