في بعض الأحيان، تتحول مشاعرنا الداخلية إلى سموم قاتلة تقضي على صفاء قلوبنا ونقاء نفوسنا. من بين هذه المشاعر السلبية تأتي الغيرة، ذلك الشعور المظلم الذي يغلف القلب بالسواد، فيصبح كأنما سمًا ينخر في عروق الإنسان وينتشر عبر شرايينه.
الغيرة ليست مجرد إحساس عابر، بل هي نار داخيلة تحرق السلام الداخلي وتدمر العلاقات الإنسانية واحدة تلو الأخرى. فمن يشغل قلبه بالغيرة المستمرة يصبح أسيرًا لسوء الظن والشك، ويفقد القدرة على تقدير نجاحات غيره أو فرحته بها. ويصبح بذلك عقبة في طريق المحبة والأخوة.
وكم من قلوب سوداء أفسدت أجواء المحبة، وزرعت الحقد والحسد بين الناس؟ هذه القلوب المسمومة بالغيرة والسم لا تؤذي سواها فحسب، بل تؤذي صاحبها في نهاية المطاف. إذ تتآكل صحته النفسية والعاطفية، ويعيش حياة مليئة بالتوتر والقلق المستمر.
لذا، من المهم أن نتحرر من قيود الغيرة، وأن نزرع بدلها مشاعر الحب والتسامح والرضا. فالقلب النقي هو الذي يستطيع أن ينبض بالخير، ويشع دفء وسلامًا حوله، بعيدًا عن سموم الغيرة والكرم التي تأكلنا من الداخل.
في النهاية،ينبغي علينا أن نحسن الظن بالآخرين ونتعلم كيفية التحكم بمشاعرنا السلبية، كي لا نسمح لقلوبنا بأن تتحول إلى قلوب سوداء تُعدي وتؤذي دون وعي منا.
جميل