من أروع الكتب الصادرة حديثاً، “حيوانات دخلت التاريخ” حيث بدأت المكتبات ببيعه منذ شهر، ويمكن حتى لوزارات التربية في العالم العربي اعتماد ترجمة عنه للطلاب وغيرهم، لأنه مفيد ومعلوماته مميزة جدا، جمعتها الصحافية البرتغالية Raquel Oliveira بالاشتراك مع بروفيسور جامعي بالفلسفة، وموضوعه حيوانات شهيرة ومدهشة ارتبطت بأحداث مهمة عبر التاريخ، مثل الحصان العربي الأصيل، و كيفية نقله من مصر إلى فرنسا سنة 1799، كهدية لنابليون بونابرت بعيد ميلاده ، لأنه كان مميزاً بشجاعة نادرة ومقداماً.
على صهوة ذلك الجواد البالغ وقتها 6 أعوام، حيث عبر نابليون بجيشه المرتفعات العاصية بجبال الألب وفاجأ عدوه من حيث لم يكن يحتسب، واضطره للنزول إلى ساحة معركة قبل أن يجهز نفسه لقتاله.
القتال الذي جرى طاحناً في 14 يونيو عام 1800 قرب بلدة اسمها Marengo في الشمال الإيطالي ، هناك قام نابليون بدحر الجيوش النمساوية .
الحصان هو الذي جسّدته لوحة شهيرة لرسام القصر الإمبراطوري الفرنسي Jacques Louis David الراحل في 1825 بعمر 77 سنة، ونراها من حين لآخر بالصدف وفي المناسبات، كما ورد في الكتاب عن الحصان أنه رافقه في معارك أخرى انتصر فيها أيضاً، منها Austerlitz عام 1805 بجمهورية التشيك، حيث هزم تحالفاً من جيوش روسيا ورومانيا تكاتفت عليه، إضافة إلى معركة Wagram التي دحر فيها الجيش النمساوي بصيف 1809 في عقر داره خارج العاصمة فيينا.
إلا أن “مارينغو” الرمادي اللون ، رافق نابليون أيضاً في هزيمة كبرى وحاسمة مني بها أمام إنجلترا في معركة “واترلو” عام 1815 ببلجيكا، وفيها انتهى سلطانه وعهده، فنفوه إلى جزيرة في متاهات المحيط الأطلسي. أما الحصان، فأسروه ونقلوه إلى لندن نازفاً من الجراح، وهناك عالجوه وأعادوا إليه صحته، ثم أمضى آخر سنوات حياته منعزلاً باسطبل وضعوه فيه، حتى مات عجوزا بعمر 38 سنة،
إلاأنهم لم يدفنوه، بل وضعوا هيكله العظمي في متحف مركزي خاص بالجيش البريطاني وتاريخه، هو National Army Museum في منطقة “تشيلسي” الراقية وسط لندن، وهو أكثر ما يسعى لرؤيته الزوار البالغون 230 ألفاً كمعدل سنوي.