وجدت جائزة “نورفال” للفن الإفريقي السيادي، المصممة للارتقاء بأعمال الفنانين الأفارقة المعاصرين، أحدث فنانة لتسليط الضوء عليها.
واختير عمل يُدعى “Portal #1” (البوابة رقم 1) للفنانة أمينة أكزناي، وهو مستوحى من الهندسة المعمارية المغربية، ومصنوع باستخدام ورش النسيج المحلية، ليكون الفائز في نسخة هذا العام لجائزة الفن من بين 27 مرشحًا.
وقالت أكزناي، التي أضافت لمسة عصرية على الأنماط المغربية التقليدية في عملها الفني، لـCNN: “أنا في غاية السعادة، ويشرفني ذلك أكثر من أي شيء آخر”.
وأفاد الحكم الجنوب إفريقي، أشرف جمال، في بيانٍ صحفي: “بعد ساعات من التفكير العميق، بقيت لجنة التحكيم وفية للهدف الأكبر للجائزة، وهو اختيار فنان برؤية دائمة لحياة وانتصارات النساء في الصحراء الإفريقية”.
وأوضحت الفنانة أنّ العمل مستوحى من الأنماط المحفورة على الأبواب الموجودة في جنوب المغرب.
رصدت أكزناي هذه التصاميم عندما زارت القصر، وهي قرية محصنة ببلدة تُدعى تيسكموضين.
ودُعيت الفنانة المغربية إلى القصر عندما كانت المهندسة المعمارية سليمة ناجي تجدد هيكله.
وهنا تعرفت الفنانة إلى النساء البربريات المحليات اللاتي قمن لاحقًا بنسج تصميم أكزناي بالصوف وقشور أشجار النخيل من الواحات القريبة.
وأكّدت أكزناي أنّ “العمل مع هؤلاء النساء، هذا البُعد الإنساني في غاية الأهمية بالنسبة لي”، مضيفة: “أردت وبشكلٍ أساسي إدخال الهندسة المعمارية إلى مشروعي، فكنت مهندسة معمارية”.
ويُعتبر سياق كيفية إنشاء المشروع أمر بالغ الأهمية لها.
وشرحت الفنانة: “العمل الذي ترونه مليئ بالرسوم، وهناك زخارف ذات حواف خشنة يمكن إيجادها عمومًا في السجادات بالمغرب”.
ولكن كان الجانب الأهم بالنسبة لها هو “العملية، والقصص وراء (كيفية) إنجاز هذا العمل”.
وقالت أكزناي، ويمثلها معرض “لوفت آرت” (Loft Art Gallery) بالدار البيضاء، إنّ “تعديلاتها الخاصة على النسيج جزء ممّا يجعل هذا العمل معاصرًا”، وأوضحت: “عند إنتاجه وعودته إلي، قمت بإعادة استشكاف النمط من جديد”.
وذكرت الفنانة: “في المنتصف، قمت بالقص بشكلٍ كبير لإظهار الحافة الخشنة. يداي، بصفتي الفنانة، تقومان بإنهاء العمل”.
وتشعر المغربية أنّ الجائزة لن تساعدها فقط، بل المجتمع الذي عملت معه أيضًا، إضافةً لمن تخطط العمل معه في المستقبل. وأفادت: “هذه الجائزة ستمكّنني من مواصلة عملي”، موضحة: “بعيدًا عن الاعتراف بي، إنّها (الجائزة) ستمكّنني من الاستمرار في تمكين المجتمعات الأخرى”.
وأشارت مديرة المتحف في مؤسسة “نورفال”، كارولين جريلينغ، إلى أنّ الجائزة تمثل منصة مهمة للفن الإفريقي المعاصر. وقالت إنها “عبارة عن تعاون بين الفنانين الأفارقة لعرض أعمالهم، ووضعهم في المشهد الفني العالمي، ومنحهم الفرصة لعرض تمثيل للفن الإفريقي المعاصر أيضًا”.
وتُعتَبَر أكزناي ثالث فنانة تفوز بالجائزة بعد الرسام فاماكان ماغاسا من مالي، والنحات بونولو كافولا من جنوب إفريقيا.
وحصدت الفنانة جائزة مالية قدرها 35 ألف دولار، بالإضافةً إلى إقامة فنية في لندن، بدعمٍ من صندوق Outset للفن المعاصر.
وستُباع الأعمال الفنية الـ 26 الأخرى المُدرجة ضمن القائمة المختصرة، إضافةً للعمل الفائز، بمزاد خلال حدث عبر الإنترنت تستضيفه دار “سوذبي” للمزادات الأسبوع المقبل، وستذهب العائدات إلى الفنانين والمركز التعليمي لمؤسسة “نورفال”.
ويعمل المركز التعليمي، ومقرّه جنوب إفريقيا، على تثقيف الأطفال المحرومين بشأن الفن والمهارات الحياتية الأخرى.
وستُعرَض جميع الأعمال الفنية المرشحة في متحف الفن التابع لمؤسسة “نورفال” في كيب تاون حتّى 12 مايو/أيار.