تعتبر ليلة القدر أعظم ليلة في رمضان المبارك وفي حياة المسلم،إذ تأتي مرّة واحدة في السنة وتحديداً في العشر الأواخر من شهر رمضان المبارك في الليالي الفردية، لذلك يتمّ تحرّيها منذ ليلة الحادي والعشرين وحتى ليلة التاسع والعشرين، وفي هذه الليلة المبارك يبدأ المسلمون بقيام الليل؛ فيقيمون الصلاة، ويقرؤون القرآن، ويتضرّعون إلى الله عزّ وجلّ بالدعاء، ويتهجّدون بالذكر والتسبيح، فمن أدرك هذه الليلة المباركة فقد أدرك خيراً كثيراً.
وتكمن أهمّية هذه الليلة كما يقول الدكتور عمرو خالد انها مليئة بالخير الكبير الذي يجنيه المسلم من الأجر والثواب، نتيجةً لقيامه لها حقّ قيام، لما تشير اليه الايات المباركة والاحاديث الشريفة منها .
ليلة القدر هي ليلة القرآن: إذ أنزل الله تعالى على رسوله الكريم عليه السلام في ليلة القدر، وهي الليلة التي أُمِرَ فيها القلم أن يكتب القرآن على اللوح المحفوظ، وفُصِلَ فيها عالم الغيب عن عالم الشهادة، يقول تعالى إن أنزلناه في ليلة القدر.
تخرج القدرة على تحديد أهميّتة ليلة القدر عن حدود العقل البشري: إذ يقول تعالى: (وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ)،] أي أنّ الإدراك الكليّ لفضل هذه الليلة هو فقط عند علّام الغيوب.
- تضاعف أجر العمل الصالح فيها: فكل عمل صالح من قراءة للقرآن أو صلاة يُعادل أعمال ألف شهرٍ عاديّ، يقول تعالى: (لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ).[٤] • ليلة تُصفّد فيها الشياطين: فهي سلامٌ من كلّ شرّ ومن كلّ ما قد يضرّ المسلم من أعمال الشيطان وأعوانه، فيعمّ السلام والأمن من المخلوقات غير المرئية، لقوله تعالى: (سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْر).
- تتنزّل الملائكة: فيحفّ المسلمين حضور الملائكة مع الرّوح، والمقصود بالروح جبريل عليه السلام، يقول تعالى: (تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِم مِّن كُلِّ أَمْرٍ).
ومن قامها محتسبا غفرت دنوبه من فضل هذه الليلة ليس فقط مضاعفة أجر العمل الصالح إلى أجر ألف ليلة فقط، بل يُغفر فيها للقائم ما قام به من ذنوب، وهو كما ورد في الحديث الشريف: (مَن صامَ رمضانَ إيمانًا واحتسابًا ، غُفِرَ لَهُ ما تقدَّمَ من ذنبِهِ ، ومَن قامَ ليلةَ القدرِ إيمانًا واحتِسابًا غُفِرَ لَهُ ما تقدَّمَ من ذنبِه.