غيرة الرجال… حين لا يرى نفسه جديرًا ، يرى في غيره تهديدًا

بقلم: سكينة طاهري

 لطالما ارتبطت الغيرة في الأذهان بالعلاقات العاطفية، وغالبًا ما نُسجت حولها الحكايات بين النساء، وتُصوِّر على أنها صفة أنثوية بامتياز.
لكن المفاجأة أن الغيرة، حين تسكن قلب رجل تجاه رجل آخر، تُصبح أشرس وأخطر.
والأدهى أنها لا تكون بريئة، بل تأخذ طابع الحقد، وتتحوّل إلى تصرفات تُناقض قيم الرجولة والشهامة.

غيرة أم مرض؟

حين يرى رجل نجاح غيره، أو احترامه، أو محبة الناس له، وتتحوّل تلك النظرة إلى ضيق داخلي، تهكّم، محاولات تشويه، أو زرع الفتن… فهذه لم تعد غيرة، بل ضعف داخلي مقنّع بثوب “الرجولة المكسورة”.

البعض لا يتحمّل رؤية رجل مستقيم، أو محبوب من امرأة، أو ناجح في مهنته.
فتبدأ محاولات التقليل، المقارنة، التحقير، بل حتى التخريب.

لماذا تتحوّل الغيرة إلى كراهية؟

– نقص الثقة بالنفس: من لا يرى نفسه جديرًا، يرى الآخرين تهديدًا.
– ثقافة التنافس السلبي: مجتمع لا يُربّي على التشجيع، بل على “كسر الآخر”.
– العجز الداخلي: بعض الرجال لا ينجحون، ولا يدَعون غيرهم ينجح.
– غياب القدوة: في غياب نماذج رجولية حقيقية، يصبح البعض “ذكورًا فقط”، لا رجالاً بالمعنى القيمي.

 

حين يتحوّل الرجل إلى مصدر شر  

الأسوأ أن بعض الرجال لا يكتفون بالغيرة، بل يُحمّلون أنفسهم “مهمة شيطانية”: تخريب العلاقات، تسميم الصداقات، تحريض النساء على رجال ناجحين، أو حتى الإساءة المباشرة.

وهنا ينهار شيء عميق ألا وهي روح  روح الرجولة.
الرجولة ليست صوتًا خشنًا، ولا عضلات، ولا سلطة، بل قيم: الكرم، الشجاعة، الستر، الدعم، والنبل.

 

في النهاية ليس من العيب أن يغار الرجل، لكن العيب أن يَحقد.
ليس من الضعف أن تعترف بنجاح غيرك، بل من القوة أن تقول له: أحسنت.
ومن الرجولة أن تَغار فتجتهد، لا أن تحقد فتُدمّر.

فلا تجعل رجولتك تنهار على عتبة الحقد. كن رجلاً… لا مجرد ذكر.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.