في صمت الليل، تسكن الآهاتُ
وفي ضلِّ الهموم، تشرخُ الذاتُ
رجلٌ غارقٌ في كَدَرِ الأيام،
تتحطمُ أحلامه كزجاجٍ في الظلام.
زلتْه المشاكلُ، وقسوةُ المحن،
مراكزُ تعذبه، كأنها أدواتُ السجن،
كلما تجرأَ في عبورها، زاد الألم
وخلفت بقايا جراحٍ تُحرق كلّ الأمل.
عشاقٌ توافدوا، بصبايا العمر،
أحلامٌ فعطفوا، بقلوبٍ كالعدم
حمقاتُهم تُحلق في سماءِ حياته،
تُطاردُه كشبح، بلا هوادةٍ ولا رحمة.
ورغم كل ذلك، حبُّها في قلبه يدوم،
كالشمسِ في الأفق، يُعطي خَيط الأملِ النورَ
يُحبها بصمت، رغم طعنة الإخفاق
حُبٌ يُعزفُ على وتر الألم، يُبقيه في باقٍ الحراك.
فتلك الزهرةُ في حديقةِ جروحه،
تُروى بدموعهِ، وتزين عتمةَ الدروب
إن غابت، غابت معها الألوان،
وبقي في العالم، كظلٍ بلا كيان.
تُدركُه الأزماتُ، ويزداد الانكسار،
لكن حبُّها يُكون أمنيةً في كلّ انتظار
وفي بحر الألم، يحتفظ بذكراها،
فنول الغرام أعذب من أيّ عذاباتٍ تُجنيه الدنيا، بل ويسرق الضياء.