عيد أضحى مختلف في المغرب: بدون أضاح لكن بأجواء فرح وتلاحم عائلي

مجلة أصوات

يشهد المغاربة هذا العام عيد أضحى غير مسبوق في أجوائه وظروفه، بعد أن تم تعليق شعيرة الذبح مؤقتاً بقرار ملكي، في خطوة تهدف إلى حماية القطيع الوطني من الاستنزاف، في ظل التحديات البيئية والاقتصادية التي تمر بها البلاد. ورغم أن القرار شكل خروجًا عن المألوف، فإن مشاعر الفرح والبهجة لم تغب عن مظاهر الاحتفال بالعيد في مختلف أنحاء المملكة.

وعلى الرغم من أن تقليد الأضحية غاب عن هذا العيد، فإن المواطنين أبدوا التزامًا لافتًا بالقرار، تقديرًا لأبعاده الاقتصادية والاجتماعية، ولما يحمله من حس وطني ومسؤولية جماعية. كما ساهم القرار – بحسب مراقبين – في تخفيف العبء المالي عن الكثير من الأسر، مما جعل من العيد فرصة للتركيز على قيم التقارب الأسري والتضامن الاجتماعي، بعيدًا عن الأعباء المرتبطة بشراء الأضاحي.

وقد أقيمت صلاة العيد في أوقاتها المعتادة، وشهدت حضورًا واسعًا، في حين احتفظت التجمعات العائلية والمناسبات الاجتماعية بمكانتها، حيث أعدّت الأسر المغربية وجبات احتفالية ببدائل متنوعة، عوضًا عن اللحوم المعتادة، دون أن تفقد المناسبة طابعها الخاص وروحها الجامعة.

جاء القرار بناءً على معطيات دقيقة قدمتها وزارات الفلاحة والداخلية والتنمية المستدامة، والتي أشارت إلى أن استمرار ذبح الأضاحي في ظل الظروف المناخية والاقتصادية الحالية كان سيؤدي إلى تفاقم أزمة الأعلاف وارتفاع أسعار المواشي، مما يشكل تهديدًا للثروة الحيوانية المحلية.

وقد لاقى القرار ترحيبًا واسعًا من قبل منظمات بيئية وزراعية، التي اعتبرته خطوة مسؤولة نحو تخفيف الضغط على القطيع الوطني، ومقدمة لوضع خطة طويلة الأمد لإصلاح قطاع تربية المواشي، وتعزيز الأمن الغذائي، في ظل التحديات المرتبطة بالتغيرات المناخية.

ورغم التفهم الذي أبدته شريحة كبيرة من المواطنين، خاصةً في المدن، للقرار وأبعاده الاستراتيجية، فإن بعض الفئات ذات التوجه المحافظ عبّرت عن قلقها حيال تأثير ذلك على الطقوس الدينية والثقافية المتجذرة في المجتمع المغربي، داعين إلى التفكير في بدائل رمزية تعزز روح العيد وتحافظ على مظاهر التكافل والتآزر التي تميز هذه المناسبة المباركة.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.