بقلم د: مبارك أجروض
يعد سرطان الرئة أحد أكثر أنواع السرطان شيوعا، ولكن نادرا ما يتم اكتشافه في مراحله المبكرة، ومن الضروري أن ينتبه الجميع للعلامات التحذيرية الرئيسة لسرطان الرئة، على الرغم من أنها قد لا تكون واضحة كما يعتقد، والسبب الأكثر شيوعا لسرطان الرئة هو التدخين، حيث أن أكثر من 70% من جميع الحالات مرتبطة بالتدخين، وتميل العلامات الأكثر شيوعا لسرطان الرئة إلى التأثير على الرئتين، وهذا ليس مفاجئا، والتي قد تشمل سعالا لا يتوقف، أو ضيقا في التنفس. ومع ذلك، يمكن أن تسبب الحالة أيضا تغييرات أخرى في الجسم قد تتجاهلها.
ومع ذلك، فإن فحص سرطان الرئة يوفر الأمل في اكتشاف السرطان مبكرًا عندما يكون العلاج أسهل. لذلك من المهم البحث عن الأعراض المبكرة التي قد يتجاهلها الكثيرون عادةً، ويمكن أن يكون اكتشاف العلامات المبكرة لسرطان الرئة أمرًا صعبًا، وعلى عكس السرطانات الأخرى، لا تظهر أعراض سرطان الرئة عادةً إلا في مرحلة متقدمة. وعندما ينمو الورم بشكل كبير بما يكفي للضغط على الأعضاء الأخرى، فإنه يسبب الألم وعدم الراحة. ومع ذلك، في بعض الأحيان، توجد إشارات تحذير سابقة يجب أن نبحث عنها.
وفي كثير من الأحيان، عندما يتلقى المرضى تشخيصًا بسرطان الرئة، فإنهم يعانون من أعراض مثل صعوبة التنفس المستمرة أو التهابات الجهاز التنفسي المتكررة أو ألم الصدر لفترة من الوقت، لكن من غير المحتمل أن يتعرف المريض على هذه الأعراض على أنها أعراض سرطان الرئة قبل فوات الأوان.
وقال راسل هالز، المختص بعلاج الأورام بالإشعاع “في حين أن كل سعال أو حالة التهاب للشعب الهوائية ليست بالضرورة سببًا للاعتقاد بأنك مصاب بسرطان الرئة، إلا أن الانتباه إلى علامات الإنذار المبكر أمر بالغ الأهمية.”
* بحة في الصوت ومشاكل في الكلام
هناك العديد من الأسباب التي تجعل الشخص يعاني من بحة في الصوت، وقد تكون ناجمة عن التهاب أو بسبب هتافه بحماس خلال مباراة كرة القدم. لكن يقول الدكتور كارستن شرودر إن “البحة في حال لم تختف بعد أسبوع أو أسبوعين، فيجب على المصاب مراجعة طبيب الأذن والأنف والحنجرة”. وعند انتقال الورم من الرئة إلى الدماغ، فقد يواجه المرضى نوبات ومشاكل في النطق. وفي هذا السياق، أوضح الدكتور وايزر أنه “يتم تشخيص بعض المصابين بسرطان الرئة من خلال هذه الحالات. ولا يمكن اكتشاف سرطان الرئة حتى تظهر أعراضه على الجهاز العصبي”.
* السعال المزمن المصحوب بالدم
غالبًا ما يشكو المصابون بسرطان الرئة من سعال لا يزول، أو سعال مزمن يستمر لمدة ثمانية أسابيع على الأقل، وقد يكون السعال الذي يلازم المصاب من أهم العلامات التي تدل على الإصابة بسرطان الرئة، وفي حال تغيرت طبيعة السعال وأصبح يرافقه دم أو بلغم، فيجب مراجعة الطبيب على الفور.
* التهابات الجهاز التنفسي المتكررة
يمكن أن تسد أورام الرئة مجرى الهواء، مسببة التهابات متكررة مثل التهاب الشعب الهوائية والالتهاب الرئوي. وينتج الالتهاب الرئوي عن عدوى في الرئتين، وقد يسبب العديد من الأعراض، ويمكن معالجته في معظم الأحيان في البيت دون الحاجة إلى الرقود في المشفى، ويستمر عادةً لمدة أسبوعين حتى ثلاثة أسابيع ثم يزول بعدها.
* ضيق التنفس
في حال واجه الشخص صعوبة في التنفس أثناء قيامه بأنشطة عادية، فمن الطبيعي مراجعة الطبيب، وذلك لأن ضيق التنفس يعد من علامات الإصابة بسرطان الرئة. وأوضح الدكتور تود وايزر أن “بعض أنواع السرطان التي تظهر أولا في الرئة، تنتشر إلى داخل القفص الصدري. وتفرز الأورام الكثير من السوائل التي يتم دفعها داخل القفص الصدري وتؤثر بدورها على قدرة المريض على التنفس”.
* ألم الصدر الذي يظهر على جانب واحد منه
يمكن للألم الذي يظهر على جانب واحد من الصدر أن يكون إحدى العلامات التحذيرية لهذا المرض، وهذا وفقا لتود وايزر دكتور الطب الذي يعمل رئيسا لقسم جراحة الصدر في مستشفى وايت بلينز بمدينة نيويورك. وعندما يسبب ورم في الرئة ضيقا في الصدر أو يضغط على الأعصاب، فقد يشعر الشخص بألم في صدره، خاصة عند التنفس بعمق أو السعال أو الضحك.
* العطش الشديد والتبول المتكرر
وفقا للدكتور وايزر، تفرز أورام الرئة – في حالات نادرة – مواد تتسبب في ظهور نسبة عالية من الكالسيوم في الدم، وهو ما يمكن أن يزيد من الشعور بالعطش الشديد ويتسبب في كثرة التبول، وإذا وجدت الشخص نفسه يشرب الماء أكثر من المعتاد، فيجب عليه أخذ هذا الأمر في الاعتبار لأنه قد يكون من علامات الإصابة بسرطان الرئة.
* أهمية الكشف المبكر
يؤكد كل من الدكتور وايزر والدكتور شرودر أنه نظرا لأن المصابين بسرطان الرئة لا تظهر عليهم أعراض هذا المرض في مراحله المبكرة، أي في الوقت الذي تكون نسبة نجاح العلاج فعالة؛ فإن من المهم أن يخضع المعرضون لخطر الإصابة بهذا المرض للتصوير الشعاعي المقطعي المحوسب للصدر سنويا. ومن جهته، يؤكد الدكتور شرودر أن حجم الورم مهم جدا، حيث قال إن “فرص بقاء المرضى على قيد الحياة ترتفع بشكل كبير إذا استطعنا اكتشاف الورم حين يكون صغير الحجم، وتمكنا من التدخل في وقت مبكر”.