دمشق – تُثقل عقدة عودة سوريا إلى حضنها العربي في ظل وجود النظام السوري الحالي، على القمة العربية التي من المقرر أن تستضيفها الجزائر وقد تُعمق الخلافات بين العرب بينما يجري العمل على جعلها قمة للمّ الشمل العربي.
وقد أكّد وزير خارجية سلطنة عُمان بدر بن حمد البوسعيدي خلال زيارته دمشق الاثنين أن جهودا تُبذل “للمّ الشمل” العربي و”تصفية الأجواء” بين الدول العربية، ملمّحا بذلك إلى مساع لإعادة علاقاتها مع سوريا بعد قطيعة منذ اندلاع الحرب قبل نحو 11 عاما.
وفي المقابل تتردد دول عربية في الانخراط في هذا السياق بينما ترفض دول أخرى تتقدمها قطر إعادة تطبيع العلاقات مع دمشق طالما أنه لا يوجد موجب لذلك مع انعدام حل سياسي توافقي للأزمة السورية.
وتتهم الدوحة على سبيل المثال النظام السوري بارتكاب فظاعات وجرائم بحق شعبه وبالتالي من غير الوارد الانخراط في مصالحة مع دمشق.
وتأتي زيارة الوزير العماني إلى دمشق في ظل حراك عربي قبل انعقاد القمة العربية في الجزائر في مارس/آذار المقبل، حيث تسعى بعض الدول العربية بينها الجزائر الدولة المضيفة لدعوة سوريا إلى القمة العربية بعد تعليق عضويتها عام 2011 .
وأكّد البوسعيدي في مؤتمر صحافي مع نظيره السوري فيصل المقداد أن “ثمة جهودا حية تقوم بها عدة دول عربية في الوقت الحاضر للمّ الشمل وتصفية الأجواء وتصحيح أخطاء الماضي والتوجه بنظرة تكون أكثر مستقبلية لعلاقات التعاون العربي المشترك والتضامن ونتجاوز الماضي بالمستقبل الواعد”.
وعبّر عن أمله في أن “تؤتي جميع هذه الجهود ثمارها ونتائجها الايجابية”، قبل شهرين من القمة العربية التي تعقد في مارس/اذار المقبل في الجزائر.
وأضاف “نتفاءل من خلال هذه اللقاءات والحوارات وأعتقد أنه في النهاية لا يصحّ إلا الصحيح والصحيح هو التئام العلاقات العربية العربية”.
وقال إن “سوريا ركن أساسي في العالم العربي وسياساتها ومواقفها القوية والشجاعة تجعل التعويل عليها كبيرا في مواجهة التحديات التي تحيط بنا”. وكان الوزير العماني التقى عقب وصوله دمشق وزير الخارجية السوري فيصل المقداد حيث تم استكمال مناقشة المواضيع ذات الاهتمام المشترك.
ومنذ اندلاع النزاع في سوريا عام 2011، علّقت جامعة الدول العربية عضوية سوريا، كما قطعت عدة دول عربية علاقاتها مع دمشق، فيما أبقت أخرى بينها الأردن اتصالات محدودة بين الطرفين. وشكّلت سلطنة عمان استثناء بين الدول الخليجية.
ونوّه الرئيس السوري بشار الأسد خلال لقائه البوسعيدي “بالنهج والدور المتوازن لسلطنة عمان وسياساتها المبدئية ومواقفها تجاه سوريا ودعمها الشعب السوري في حربه ضد الإرهاب”، وفق ما نقلت عنه وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا)
وبحسب مواقع التواصل الاجتماعي التابعة للرئاسة السورية، أشار الأسد إلى أن “التعامل مع المتغيرات في الواقع والمجتمع العربي يتطلب تغيير المقاربة السياسية والتفكير انطلاقا من مصالحنا وموقعنا على الساحة الدولية “، مضيفا أن ما ينقص العرب هو حوارات عقلانية مبنية على مصالح الشعوب .