العلم والظواهر الغريبة رغم أن العصر الذي نعيش فيه هو عصر العلم بلا شك، وأصبحت مظاهر التكنولوجيا والتقنية مؤشراً إلى اقتناع العالم بإمكانية تفسير كل الظواهر، الأمر الذي يتجلى في كم الإنفاق على أبحاث الفضاء لمعرفة كيفيّة تكوّن كوكب الأرض، والأبحاث التي تجرى على مخ الإنسان لتحديد طريقة عمله، رغم هذا فإن العديد من الظواهر الطبيعية والحوادث على مر التاريخ لم يستطع العلماء إيجاد تفسير منطقي لها، واستمرت لعشرات السنوات بلا تفسيرات نهائية، ولم يتعدَّ الأمر مجرد نظريات لم يتم إثباتها. ظواهر غريبة الاحتراق الذاتي من المعرف أنّ الاحتراق يكون بسبب وجود مصدر اشتعال ومادة قابلة للاشتعال، وتسبب حوداث الاشتعال خسائر مادية تقدر بالملايين سنوياً حول العالم، إلى جانب الخسائر في الأرواح، الغرابة تتجلى في حواث الاحتراق الذاتي للأشخاص، حيث سجّلت في أكثر من دولة حوادث بالطريقة نفسها، وهي اشتعال الشخص فجأة من تلقاء نفسه دون وجود مصدر حرارة خارجيّ، وبدرجة حرارة عالية لا يمكن أن توجد إلا في أفران صهر المعادن، الأمر الذي يسبب احتراق كامل بحيث لا يتبقى من الشخص سوى الرماد، ولم يستطع العلماء إيجاد سبب طبيعي لتلك الظاهرة الغريبة. الاستبصار ليس المقصود بالاستبصار أعمال الشعوذة وادّعاء معرفة الغيب، بل قدرة الإنسان البشرية على استشعار الخطر القادم وتوقع بعض الأحداث دون وعي منه، إن حالات الشعور بالخطر التي تدفع الإنسان إلى الاستيقاظ من النوم قبيل لحظات من وقوع حادث، أو العلاقة الغريبة بين الأم وأطفالها كشعورها بعدم الراحة أو الألم في حالة وقوع مكروه لأحد منهم دون علمها، يعتقد العلماء أن تلك الظواهر غير قابلة للقياس بسبب عدم القدرة على التحكم في المتغيرات النفسية، والتي تختلف من شخص لآخر، وهناك حالات أكثر غموضاً، مثل القبض على رجل إنجليزي كان متجهاً إلى اسكتلندا دون دفع ثمن الرحلة، وباستجوابه ادعى أنه نسى الدفع بسبب تعجله ورغبته في تحذير سكان مدينة جلاسكو من وقوع زلزال، بالطبع لم يهتم أحد بالأمر إلا بعد مرور ثلاثة أسابيع عندما وقع زلزال مدمر في جلاسكو، وقد سجلت العديد من الحالات حول العالم لأشخاص توقعوا أحداث تاريخية كبرى، كالروائي الذي تحدث عن سفينة عملاقة تدعى تيتان تغرق أثناء رحلة إبحارها الأولى، وبعد أكثر من عشر سنوات تغرق التيتانيك بالطريقة نفسها تقريباً. الدنو من الموت سجلت الكثير من الحالات لأشخاص كانوا في وسط عمليات جراحية ومروا بحالة توقف القلب واستطاع الأطباء إعادتهم للحياة مرة أخرى، ويحكي هؤلاء الأشخاص روايات متشابهة عن تلك التجربة تتمثل في رؤية صور وأضواء باهرة، ولم يقدر العلماء على تفسير ذلك التشابه الكبير بين تلك الروايات.