ظاهرة التشرد من المشكلات الكبيرة في المجتمع المغربي، التي تتغذى في نموها وتكاثرها من أحزمة البؤس والظلم والازدراء ببلادنا. والنتيجة جحافل من المشردين المخدَّرين الذين اغتصبت منهم إنسانيتُهم، لَمَّا لم يجدوا بيوتا تأويهم، وحياة زوجية يأمنون فيها على رزقهم. إنسانيةٌ طُرحت في الشارع فتحولت إلى مصدر إزعاج، وما هم إلا الضحية بين يدي الجلاد..
ويعتبر أيضا ظاهرة اجتماعية خطيرة الأطفال ، تعرف انتشارا متزايدا داخل المغرب، وذلك بسبب مجموعة من العوامل نذكر منها.
طلاق الوالدين الذي يعتبر السبب الرئيسي الذي يساهم في انتشار ظاهرة التشرد الاطفال وتعرضهم للضياع، نتيجة الفراغ العاطفي وغياب جو الحميمي الذي يؤطر الأسرة.
كما أن للفقر تأثير كبير وعميق على تشرد الاطفال بالمغرب، نظرا للمدخول الأسري المحدود الذي لا يغطي حاجيات الأسرة، وبالتالي يضطر الاب إلى دفع أبنائه للعمل (كبيع أكياس البلاستيك ومسح الأحذية امام المقاهي وممارسة التسول وبيع السجائر…).
وتلعب المشاكل الأسرية دورا كبيرا في التأثير على نفسية الأطفال، فصراع الوالدين في حضور أبنائهم يؤثر سلبا على نفسيتهم الهشة، مما يقودهم إلى اتخاد الشارع كمأوى آمن، بالإضافة إلى المعاملة التي يعامل الآباء لأبنائهم وهم في سن المراهقة، مما يدفعهم إلى البحث عن كل أشكال الحرية (الادمان عن المخدرات بكل أنواعها) مما يؤدي بهم للوقوع في عالم الجريمة مع غياب كل أنواع التربية، فخروج الطفل إلى الشارع يستوجب منه البحث عن لقمة العيش بكل الطرق (السرقة، التسول، …).
والاخطر من ذلك هو استغلال هؤلاء الأطفال جنسيا وهذا ما يدفع إلى القلق مما يتوجب على الجهات المختصة والجمعيات للبحث عن الحلول المناسبة للقضاء أو للحد من هذه الظاهرة التي عرفت انتشارا متزايدا في بلادنا.