مبارك أجروض
كلما تقدمنا في العمر انعكس هذا على الحالة العامة للعين التي تصاب بالضعف والشيخوخة أيضا، وتصاب بأمراض ومتاعب صحية عامة وكثيرة، ومع التقدم في العمر كذلك تبدأ حدة البصر في التدهور؛ حيث تبدأ مواجهة الصعوبات لدى قراءة ما كتب بخط صغير، وتزداد الحاجة إلى مزيد من الإضاءة للرؤية بوضوح، وبجانب هذا هناك العديد من المشاكل والأمراض الأخرى التي تصيب العيون في عمر متقدم، وتؤدي إلى تدهور الرؤية، ونتعرف في هذه المقالة على سبع مشكلات صحية تصيب العيون مع التقدم في العمر.
غير أن التقدم والتطور الكبير الذي تحقق في طب العيون ساعد في تمكين كثير من الناس من الحفاظ على قدرة جيدة على الرؤية الواضحة رغم تقدمهم في السن.
ـ الإبصار الشيخوخي
مع التقدم في العمر والوصول إلى عقد الأربعينيات، تصبح القدرة على القراءة أو القيام ببعض المهام التي تتطلب الرؤية القريبة أكثر صعوبة فيما يعرف بالإبصار الشيخوخي. وتحدث تلك الحالة بسبب فقدان عدسة العين لمرونتها وقدرتها على التركيز على الأجسام القريبة مع التقدم في العمر. ويعد هذا الأمر طبيعيا للغاية ويمكن علاجه بارتداء نظارات طبية للقراءة أو العدسات اللاصقة، وأحيانا جراحة الليزر لتصحيح النظر.
ـ إعتام عدسة العين (الكاتاراكت)
مع التقدم في العمر تبدأ عدسة العين الشفافة في الإعتام، الأمر الذي يحدث بصورة بطيئة حتى أنه لا يتم ملاحظته في البداية؛ حتى أنه يمكن استخدام نظارات طبية فقط في بداية الإصابة بمرض إعتام عدسة العين، إلا أنه بمرور الوقت يؤثر الكاتاراكت على الرؤية بشكل ملحوظ حيث تصبح غير واضحة ومشوشة وأحيانا باهتة، وفي حال عدم علاج المرض وتداركه في الوقت المناسب قد يصل الأمر إلى العمى، ومع ذلك فإن الجراحة عادة ما تكون إجراء ناجعا لعلاج المرض واستعادة الرؤية حتى في الحالات المتقدمة.
ـ الزرق (الجلوكوما)
إن مرض الزرق أو الجلوكوما هو مجموعة من الأعراض التي تسبب ضررا بالعصب البصري، والذي يلعب دورا محوريا في الرؤية عبر توصيل الإشارات العصبية من العين إلى المخ. وعادة ما يحدث ذلك الضرر بسبب ارتفاع الضغط داخل كرة العين، مما يؤثر على الخلايا والألياف العصبية بالعصب البصري، وبالتالي نقل المعلومات الخاصة بما نراه إلى المخ، ومع تضرر العصب البصري وتدهوره تظهر العديد من النقاط العمياء خاصة في الرؤية الطرفية ثم المركزية مع تطور المرض، وفي حال ترك الجلوكوما دون علاج سيتطور الأمر إلى إصابة بالعمى لا رجعة فيها. لذا يجب دوما فحص العيون بشكل دوري لاكتشاف المرض مبكرا حيث يمكن علاجه بالأدوية أو بجراحات الليزر أو الجراحة العادية.
ـ التنكس البقعي
التنكس البقعى المرتبط بالتقدم في العمر يحدث عند تدهور الجزء المسؤول عن الرؤية المركزية بشبكية العين، مما يتسبب في وجود بقعة عمياء في منتصف ما نراه، ويتسبب هذا المرض في اختلال الرؤية حيث تظهر الخطوط المستقيمة في صورة منحنية، بجانب ضبابية وعدم وضوح الرؤية بشكل عام، بالإضافة على وجود بقعة مشوشة أو عمياء في منتصف الرؤية. يمكن علاج بعض أنواع التنكس البقعي بالأدوية أو جراحة الليزر، بينما بعض أنواع المرض لا يمكن علاجها لإرجاع الرؤية لما كانت عليه سابقا. لذا ينبغي زيارة الطبيب فورا حال حدوث أية تغيرات بالرؤية المركزية قبل فوات الأوان.
ـ متلازمة الإبصار الحاسوبي
إن التحديق في شاشات الحاسب الآلي والجوال فترات طويلة قد يتسبب في جفاف العين وإجهادها بجانب مشاكل أخرى فيما يعرف باسم متلازمة الإبصار الحاسوبي؛ إلا أنه لحسن الحظ فإن تلك الأعراض التي تعتري العين في تلك المتلازمة لا تتسبب في ضرر على المدى الطويل، لذا لتقليل إجهاد العين ينصح بوجود مسافة 60-70 سم بين العينين والشاشة، كما يجب إراحة العين عدة دقائق كل ساعة والنظر إلى أجسام بعيدة.
ـ عوائم العين
تحتوي العين على سائل شفاف يشبه الجيلي يسمى السائل الزجاجي، ومع التقدم في العمر تتجمع الألياف الدقيقة الموجودة بهذا السائل سويا مكونة كتلا صغيرة تلقى بظلالها على شبكية العين، الأمر الذي يؤثر على الرؤية حيث تظهر بقع عائمة فيما نبصره أو ما يعرف بعوائم العين، وتظهر العوائم العينية في صورة خيوط أو بقع صغيرة رمادية أو سوداء تختفي لدى تحريك العينين أو عند النظر إليها مباشرة، وبشكل عام فإن العوائم العينية غير ضارة ولا تتطلب علاجا، لكن في حال وجود زيادة مفاجئة في عوائم العين مصحوبة بومضات من الضوء أو فقد الرؤية الطرفية، يجب التوجه للطبيب فقد يكون هذا علامة على تمزق بالشبكية أو انفصالها.
ـ مشاكل الرؤية المرتبطة بالأمراض
تؤثر بعض الأمراض بشكل سلبي على صحة العيون والقدرة على الإبصار مثل داء السكري وارتفاع ضغط الدم، ويعد مرض السكري السبب الأول للإصابة بالعمى لدى البالغين، حيث يتسبب هذا المرض في حدوث أضرار بالأوعية الدموية الموجودة بشبكية العين يطلق عليها اعتلال الشبكية، كما يتسبب ارتفاع ضغط الدم في تضرر الأوعية الدموية والأعصاب بالعيون، مما قد يتسبب في فقد الرؤية بشكل دائم، لذا يجب الحفاظ على صحة الجسم كله عبر تناول طعام صحي وتجنب التدخين لحمايتنا من تلك الأمراض وحفظ إبصارنا أيضا.