شوارع مدينة فاس بين صباح ومساء العيد.

الشاهد صابر.>

قبيل صلاة العيد وأنت متوجه للمصلى، تجد شوارع مدينة فاس وكأنها مكان مخصص للأزبال، وهذا أقل الأوصاف من حيث سوء الوضع يمكن أن تلخص به ماتعيشه شوارعها في يوم العيد، نظرا لتلوث البصري الذي تعكسه هذه الشوارع.. ونظرا للحالة الراهنة التي تعيشها شوارع فاس طول السنة بصفة عامة ويوم العيد بصفة خاصة، لن يلقي اللوم على الشركة المكلفة بنظافة المدينة لوحدها إلا جاهل بمعالم الأمور، إذا من المسؤول الأول والرئيسي؟ إن السبب الرئيسي هو راجع أولا و بالأساس للتاجر الفاسي بصفة خاصة وللأفراد القاطنين بمدينة فاس بصفة عامة، ففي ليلة عيد الأضحى يسهروا البائعون سواءً الذين يفترشون الشارع ويجعلنوه ملاذا لتجارتهم أو أصحاب المحلات إلى الصباح من أجل ترويج وبيع كل منتجاتهم، وعند شروق الشمس يغلق بائعو الشارع وأصحاب المحلات محلاتهم من اجل التوجه للمنزل لأخد قسط من الراحة ثم التوجه للمصلى دون أي إعتبار لما خلفوه من ورائهم من أزبال ونفايات على إختلاف أنواعها وأشكالها، وكأنهم يعتبرون الشارع الذي يحتويهم ويحتوي تجارتهم مكان لإحتواء الأزبال أيضا، دون أدنى تفكير في صحتهم وصحة البيئة التي تحتويهم بكل مكوناتها، الأن نتحدث عن الشوارع فقط دون الحديث على حاويات الأزبال التي تجد الأزبال في كل الأماكن المحيطة بها إلا هي، ثم بعد دبح الأضحية مع حلول مساء يوم العيد تصبح شوارع فاس مملؤة عن اخرها بجلد الخرفان(فروة الخروف، هيدورة)، وكدا بروثه وبرازه، وتصبح شوارع مدينة فاس تفوح بكل أنواع العطور.. إلا عطر الهواء النقي، وبتالي هذا يعكس عقلية جزء كبير من المجتمع المغربي الذي يفرق بين الشارع كجزء من الوطن وبين المنزل الذي يقطنه وهو الذي يعتبره وطنا، بحيث لن تجد أي شخص يرمي الأزبال بجانب منزله ولكن الكل متفق على إفراغ النفايات بجانب الطرقات وهوامش الشارع دون أدنى إعتبار لذلك النظيف الذي سينظف شوارع المدينة بأقل ثمن وأقل إحترام، وبتالي فالمشكل هو مشكل عقليات مشكل مواطنة(هذه هي المواطنة الحقيقية والفعالة)، مشكل تأصل فكري في هذه العقليات التي تظن بأن الشارع لا يعنيها وتعتبر الوطن هو محل السكنة أما كل ماهو مشترك فهو ليس وطنا لها (وهذا شئ خطير يستوجب أكثر من دراسة)، كيف لأمثال هؤلاء المواطنين وأتأسف لقول هذا، أن يطالبو بالتغير وهم لم يستطيعو تغير أنفسهم حتى. ولكن رغما كل ذلك فهذا لا ينفي المسؤولية المشتركة لشركة المكلفة بسهر على نظافة مدينة فاس، التي فقط من خلال النظر إلى حافلاتها وشاحناتها المتسخة التي لم تستبدل منذ سنوات وإلى حالة رجالها( رجال النظافة ورواتبهم الهزيلة التي لا تعكس مايقدمه هؤلاء الأبطال من تضحيات وما يعطونه من كرماتهم نظرا لما يفعله بهم مثل هؤلاء المتحدث عنهم )، وكدا من خلال النظر للمستوى الرديئ للتجهيزات والأليات المتطورة الكفيلة بمساعدتهم على التنظيف، تعرف لمن فوضت مسؤولية السهر على نظافة مدينة فاس. وهنا يبقا الإشكال المطروح مفتوح بأحد التساؤلات
مدينة فاس إلى أين؟

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.