تنعقد الدورة الواحدة والعشرون للمخيم الدولي لشباب منظمة العفو الدولية – المغرب (أمنستي)، في الفترة من 2 إلى 7 شتنبر 2019 بفندق بريفيليج سانغو بمراكش، تحت شعار : ” شباب ملتزم من أجل العدالة والكرامة والبيئة “
وسيعرف هذا المخيم مشاركة حوالي 50 شابة وشابا من المغرب، ومن دول الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، والاتحاد الأوروبي، والولايات المتحدة الأمريكية يمثلون هياكل وفروع منظمة العفو الدولية ومنظمات غير حكومية ناشطة في مجال حقوق الإنسان.
ويشكل هذا المخيم ملتقى شبابيا نموذجيا في مجال التربية على حقوق الإنسان وتمكين الشباب المدافعين/ات عن حقوق الإنسان من أجل النضال في سبيل تحقيق العدالة والكرامة والتنمية الاجتماعية والاقتصادية والبيئية.
ويركز المخيم هذه السنة على النشطاء في مجال حماية البيئة باعتبارهم مدافعين/ات عن حقوق الإنسان وأيضا على الحقوق البيئية باعتبارها جزء لا يتجزأ من المنظومة الحقوقية وخصوصا مع ازدياد حدة التغير المناخي الذي يعرفه كوكبنا وآثاره المدمرة على الأجيال الحالية والمستقبلية، مما يجعلها قضية ملحَّة من قضايا حقوق الإنسان.
وتنطلق منظمة العفو الدولية في عملها على هذا الصعيد من كون حقوق الإنسان ترتبط على نحوٍ وثيق الصلة بالتغير المناخي بسبب أثره المدمر الذي لا يقتصر على البيئة فقط؛ بل يشمل أيضًا رفاهية حياتنا الخاصة. وعدا عن تهديد التغير المناخي لوجودنا نفسه، فإنه يتسبب في تأثيراتٍ ضارةٍ على حقوقنا في الحياة، والصحة، والغذاء، والماء، والمسكن، وسبل المعيشة وعلى أجيالنا القادمة.
إن منظمة العفو الدولية تتابع بقلق بالغ التأثيرات الوخيمة لعدم احترام البيئة وتدعو الحكومات والشركات الكبرى إلى تحمل مسؤوليتها ومواجهة التغير المناخي عبر اتخاذ خطوات جادة وجريئة من أجل التخفيف من حدته، وتثمن دور المدافعين/ت عن الحقوق البيئية الذين يتحدون الظلم ويمارسون الضغط على الحكومات والشركات التي تعيق التقدم، ويعملون على ضمان تمتع الأجيال القادمة ببيئة صحية وسليمة. وستقدم منظمة العفو الدولية الدعم للشباب المدافعين/ت عن الحقوق البيئية، ولكن أيضًا للشعوب الأصلية، والمجتمعات المحلية المتضررة.
إننا الآن، بحاجة أكثر من أي وقت مضى إلى مواجهة التغير المناخي والاعتراف بفشل الحكومات في اتخاذ إجراءات بشأن التغير المناخي والذي ربما يشكل أكبر انتهاك للحقوق الإنسانية لمختلف الأجيال في التاريخ. وكلما طال أمد انتظار الحكومات حتى تتخذ تدابير ذات معنى، وكلما استمر التضييق على المدافعين/ت عن الحقوق البيئية وقمعهم وتجريمهم وتجاهل مطالبهم المشروعة، ازدادت صعوبة التوصل لحل للمشكلة، وحماية حقوق الإنسان من الكارثة البيئية.
ومن منبر هذا المخيم الشبابي العالمي، تتضامن منظمة العفو الدولية من خلال صوت شبابها مع المدافعين/ات عن حقوق الإنسان وعن الحقوق البيئية ونستلهم من تصميمهم في التحدي لعدم احترام الحقوق البيئية في سائر أنحاء العالم، وتدعو الحكومة إلى زيادة تمكين الأشخاص الأكثر تأثراً بالتغير المناخي، كالأطفال والشباب، من المشاركة في الجهود الرامية إلى التصدي للتغير المناخي وتخفيف وطأته عبر برامج طويلة الأمد للتربية على حقوق الإنسان. كما تدعوها بهذه المناسبة إلى الكف عن التعامل مع قضايا حقوق الإنسان بانتقائية، فحقوق الإنسان كونية وغير قابلة للتجزئة ومرجعيتها واحدة وهي الشرعة الدولية لحقوق الإنسان. وإذا كان المغرب يراهن على أطفاله وشبابه في بناء المستقبل وضمان تنمية مستدامة، فهذا لن يتم إلا بزيادة الاهتمام بحقوق الطفل والقيام بذلك بطريقة تتوافق مع المعايير الدولية لحقوق الإنسان التي صادق عليها المغرب، والتوقف عن الإجهاز عليها بتبني اتفاقيات تضرب في الصميم الالتزام الدستوري للمغرب بسمو المرجعية الدولية لحقوق الإنسان المتمثلة في المواثيق الدولية ذات الصلة. وفي هذا الإطار، فإن تصديق الحكومة المغربية على “اتفاقية حقوق الطفل في الإسلام” مؤشر سلبي يضفي الشرعية القانونية على الردة الحقوقية التي بدأت تظهر ملامحها بشكل تدريجي وسريع في الممارسة العملية.
إن شباب أمنستي، الذين يلتزمون برفع قيم حقوق الإنسان في بلادنا وإشاعة ثقافتها، يطالبون الحكومة أن توقف مسلسل التصديق على “اتفاقية حقوق الطفل في الإسلام” والتأكيد على الخيار الاستراتيجي للمغرب المعلن عنه في اعتماد حقوق الإنسان بأبعادها الكونية.
خلفية:
منذ عام 1998، تنظم منظمة العفو الدولية – المغرب “مخيما للشباب” لإعداد وتربية جيل جديد من المدافعين/ات عن حقوق الإنسان. وقد كان مخيم الشباب في بدايته مخيما وطنيا، ومع مرور الوقت أصبح مخيما دوليا يعرف مشاركة ناشطين شباب من منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا والإتحاد الأوربي والولايات المتحدة الأمريكية.
كما يعتبر هذا المخيم فضاء مفتوحا على قيم الحوار والتسامح والانفتاح على الثقافات الأخرى وتلقن الدروس والخبرات والاستفادة من التجارب النضالية الرائدة للشباب المدافعين/ات عن حقوق الإنسان، ومحطة مهمة لتطوير مهاراتهم ومناهج العمل النضالي والتعبوي التي ستمكنهم من النهوض بأوضاع حقوق الإنسان في مجتمعاتهم وتحقيق الأثر الإيجابي في سبيل بناء عالم يتمتع فيه جميع البشر بجميع حقوق الإنسان.
ويتضمن برنامج المخيم عدة أنشطة وورشات عمل تتمحور حول أساليب التعبئة والنضال وتقنيات الترافع وكسب التأييد، وذلك من خلال منهج تشاركي يقوم على استعمال التقنيات الرقمية الحديثة وتوظيفها من أجل نشر ثقافة وقيم حقوق الإنسان.
وتستغرق أشغال المخيم، في الغالب، مدة أسبوع ينكب فيها المشاركات والمشاركون على تبادل تجاربهم ومناقشة التحديات في مجال حقوق الإنسان، وسبل التصدي للانتهاكات والترافع لدى الحكومات من أجل إدماج حقوق الإنسان في برامجها السياسية والتنموية، كما يشكل فرصة للشباب لإجراء حوارات مفتوحة مع شخصيات عامة وزيارة مؤسسات وطنية معنية بحقوق الإنسان.
وبالإضافة إلى بناء القدرات وتبادل الخبرات بين الشباب، يظل الهدف الرئيسي لهذا المخيم الدولي هو نمو التعاون على المستوى الشبابي الإقليمي وبناء شبكة واسعة من الشباب المدافعين/ات عن حقوق الإنسان في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا من أجل الحصول على تأثير أكبر على وضعية حقوق الإنسان في المنطقة.
وتؤمن منظمة العفو الدولية أن الشباب بحماسته وحيويته وتطلعه الدائم للمستقبل، إذا أتيحت له الفرصة للانخراط والمشاركة في الشأن العام واتخاذ القرار، يحتل دائما الخطوط الأمامية من أجل التغيير الاجتماعي والديمقراطي وحقوق الإنسان. وبالمثل، يمكن أن يدفعه التهميش والإقصاء إلى السقوط في هاوية التطرف والعنف.