بعد سنوات من الصمت والابتعاد عن الأضواء، تعود نائبة رئيس الحكومة الإسبانية السابقة سورايا ساينث دي سانتاماريا إلى الواجهة، لا عبر السياسة هذه المرة، بل من خلال الأدب والفن والعمل الإنساني. فقد اختارت أن تفتح صفحة جديدة من حياتها، يملؤها التأمل، والكتابة، ومشاريع الخير.
أصدرت سانتاماريا مؤخرًا كتابًا بعنوان «نظرات متوازية» (Miradas Paralelas) بالاشتراك مع صديقها، أستاذ الاقتصاد والمصور الهواة ألفارو كابايو. العمل يضم مجموعة من الصور الفوتوغرافية المستوحاة من لوحات متحف “برادو”، مرفقة بنصوص شعرية قصيرة كتبتها سانتاماريا بخط يدها، وتعود عائداته بالكامل إلى الجمعية الإسبانية لمكافحة السرطان.
الكتاب، الذي وُلد من تجربة إنسانية مؤثرة عقب وفاة صديقة مقربة للمؤلفة، يربط بين الفن والحياة في رؤية تأملية تلامس قضايا العصر، مثل البيئة، والذكاء الاصطناعي، والبحث عن المعنى في زمن السرعة.
وتقول مصادر مقربة منها إن سانتاماريا وجدت في هذا المشروع راحة داخلية افتقدتها طيلة سنوات العمل السياسي، مضيفةً أنها “لم تعد تفتقد شيئًا من الحياة العامة”، وأنها “تبدو أكثر إشراقًا وطمأنينة”.
في حياتها اليومية، تمارس سانتاماريا أدوارًا جديدة؛ فهي عضو في مجلس الدولة ومستشارة قانونية لدى مكتب كواتريكاساس، لكنها تخصص وقتًا أكبر لأسرتها ولابنها المراهق، الذي تعتبره “مشروعها الأهم”. كما انخرطت في دورات لتعلم فنون الطهي، وتقرأ باستمرار في مجالات الفكر والفن والشعر الصيني، وتفكر في إصدار كتاب جديد من النصوص القصيرة.
أصدقاء مقربون يؤكدون أنها لا تزال تحتفظ بروحها العملية، لكن من دون توتر ولا صخب، وأنها تعيش اليوم على إيقاع جديد “هادئ وملهم”. وبينما تغيب عن المنابر السياسية، تحضر في الفعل الثقافي والإنساني، محاولةً أن تبرهن أن القوة الحقيقية ليست في السلطة، بل في الكلمة والفكرة والعطاء