تعتبر الأفعى كوبرا من أخطر أنواع الثعابين السامّة النشطة جدا، ولديها طريقتان في استخدام سمّها القاتل، فبعضها ينهش ضحاياه بأنيابه السامة، وبعضها الآخر ينفث السم في عين ضحاياه، وتتخذ أنياب الكوبرا شكلا يتيح لها نفث السم إلى الأمام عندما تعود برأسها إلى الوراء.
تمتلك الكوبرى طريقتان في استخدام سمها القاتل لمهاجمة ضحاياها، إما عن طريق نهشها للضحايا بأنيابها السامة أو أنها تقوم بنفث سمها عن بعد إلى عين الضحية، حيث تتخذ أنياب الكوبرا شكلا يتيح لها نفث السم عن بعد عندما تعود برأسها إلى الوراء.
هذا ويوجد في العالم نوعان من الكوبرى الأفريقية، ونوع أخر في شرق الهند، التي تنفث السم عن بعد بفعالية، لكن هذا السم لا يصيب الإنسان بأذى إلا في حالة إصابة عينيه بهذا السم، مما قد يسبب في فقدان البصر، أما النهش فقد يسبب الموت بعد بضع ساعات قليلة.
هذا وتوضح بعض الدراسات نوعا فريدا من إستراتيجيات التسمم عن طريق دراسة تركيبة سموم 3 مجموعات من ثعابين الكوبرا، وهي: أفعى الكوبرا (الصِّلُّ النَّاشِرُ الباصِق) (Spitting Cobra) الآسيوية والأفريقية، وأفعى العربيدة (تعرف أيضا باسم الكوبرا المنقطة جرسية العنق من رنخاليات أو جرسيات الرأس) (Rinkhals) وهي ثعابين مرتبطة ارتباطا وثيقا، وقادرة على ضخ السم بعيدا بما يكفي لإصابة إنسان غير حذر بالعمى.
ويقول البروفيسور نيك كاسويل، من كلية ليفربول للطب الاستوائي (Liverpool School of Tropical Medicine)، إن البصق بالسم مناسب على نحو مثالي لردع هجمات البشر. وأضاف أنه “من المثير للاهتمام التفكير في أن أسلافنا ربما أثروا في أصل هذا السلاح الكيميائي الدفاعي في الثعابين”.
من جانب آخر قد يستطيع الإنسان الاستفادة من هذه السموم، حيث يقول الدكتور سام روبنسون من معهد العلوم البيولوجية الجزيئية التابع لجامعة كوينزلاند (The University of Queensland) الأسترالية: “سموم الحيوانات المسببة للألم يمكن أن تكون أدوات مفيدة لمساعدتنا على فهم إشارات الألم على المستوى الجزيئي، وتساعدنا على تحديد أهداف جديدة لمسكنات الألم في المستقبل”. وأوضح أن “أنياب هذه الثعابين تتكيف لرش السم حتى مسافة 2.5 متر؛ فالسم موجه مباشرة إلى الوجه، وتحديدا العينين، مما يسبب ألما شديدا ويمكن أن يؤدي إلى فقدان البصر”.