يبدو أن سعد الدين العثماني، الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، نجح في نزع فتيل التوتر داخل حزبه، بسبب الأزمة، التي أثارها توقيعه إتفاق التطبيع مع إسرائيل بصفته رئيسا للحكومة، وذلك في دورة المجلس الوطني للحزب، التي التأمت، نهاية الأسبوع الماضي، غير أن ذلك لم يمنع من تسجيل مواجهة ساخنة بين الأمين العام، ومنتقديه.
فإن النقاش داخل برلمان الحزب، حول قضية التطبيع كان “ساخنا” بين فئة رافضة بشكل قاطع لتوقيع العثماني على الاتفاق، وفئة متفهمة لإكراه المنصب، الذي فرض عليه الأمر، ودافعت عنه بشدة.
وإذ بالأشغال، التي جرت عن بعد تسجيل أزيد من 100 مداخلة تطرقت غالبيتها الساحقة إلى قضية التطبيع، بلغت في بعض الأحيان حد مواجهة العثماني، واعتبار المبررات التي ساقها في الموضوع بـ”غير المقنعة” من طرف بعض أعضاء المجلس الوطني.
و لهذا دافع العثماني عن نفسه، وأكد لأعضاء برلمان حزبه أن توقيع اتفاق التطبيع مع إسرائيل تم بصفته رئيسا للحكومة، و”لم يكن ابتداء وانتهاء قرارا للحزب”، معتبرا أن الأمر كان “لحظة مؤلمة”في إشارة إلى عدم رضاه عن الموقف المحرج، الذي وجد نفسه فيه أمام قواعد الحزب والرأي العام.
وكما خاطبت إحدى عضوات المجلس الوطني لحزب العدالة والتنمية العثماني، وقالت: “بالنسبة إلي تبريراتك السيد الأمين العام لم تكن مقنعة أبدا”، وأن إعتبار الأمر “لحظة مؤلمة وشعرنا كلنا بمرارة ذلك، ولكن لست مقتنعة بالتبريرات، التي قدمتها”، موضحة بأن، “الأمر فرضه المنصب، وموقع المسؤولية يدخل في باب التحصيل الحاصل”.