يتحول المغرب في فصل الصيف إلى لوحة فنية نابضة بالحياة، حيث تكتسي مدنه حلة من الجمال والسحر لا مثيل لها. فمن الشمال إلى الجنوب، ومن السواحل إلى الجبال، تُبهر كل مدينة زوارها بطابعها الفريد وأجوائها المفعمة بالحيوية.
الشمال: سحر البحر والأزرق
تتألق مدن الشمال بجمالها الطبيعي وموقعها الساحلي الذي يجعلها وجهة مثالية للهروب من حرارة الصيف. في طنجة، المعروفة بـ “عروس الشمال”، يلتقي التاريخ بالحداثة، حيث يمكنك التجول في المدينة القديمة “القصبة” والاستمتاع بإطلالات خلابة على البحر الأبيض المتوسط، أو الاسترخاء في أحد مقاهي الكورنيش العصرية.
أما تطوان، فتأسر القلوب بجمالها الأندلسي وأزقتها البيضاء التي تذكر بتاريخها العريق. وتعتبر شواطئها القريبة، مثل مارتيل والمضيق، ملاذًا صيفيًا للراحة والاستجمام.
ولمحبي الهدوء والجمال الهادئ، لا يمكن تفويت زيارة شفشاون، “المدينة الزرقاء” الساحرة. فالمشي في أزقتها الضيقة والمطلية باللون الأزرق يمنح شعورًا بالسلام والسكينة، وتلتقط عيناك صورًا لا تُنسى لجبال الريف التي تحيط بها.
الوسط: أصالة المدن العتيقة
في قلب المغرب، تبرز مدن عتيقة تجمع بين الأصالة والحياة المعاصرة. مراكش، “المدينة الحمراء”، تظل الوجهة الأبرز والأكثر إثارة. فساحة جامع الفنا تتحول مع حلول المساء إلى مسرح مفتوح يجمع بين الحكواتيين، الموسيقيين، وبائعي الأطعمة، في مشهد يجسد روح المدينة. وتضيف حدائقها الغناءة مثل ماجوريل لمسة من الهدوء والجمال وسط صخب المدينة.
الساحل: شمس ورمال لا تنتهي
على الساحل الأطلسي، تتألق مدن بجمال شواطئها وأجوائها المريحة. أكادير، “عاصمة سوس”، تعد واحدة من أفضل الوجهات الشاطئية بفضل شاطئها الرملي الواسع الذي يمتد على مسافة كيلومترات. وهي وجهة مثالية للعائلات ومحبي الأنشطة المائية.
وفي الداخلة، أقصى الجنوب، تتجلى روعة الطبيعة في بحيرتها التي تجذب محبي الرياضات المائية مثل “رياضة ركوب الأمواج الشراعية”.
سواء كنت تبحث عن مغامرة تاريخية في المدن العتيقة، أو عن استجمام على الشواطئ المشمسة، أو عن هدوء بين أحضان الطبيعة الجبلية، فإن المدن المغربية في فصل الصيف تقدم لك كل هذا وأكثر. فكل مدينة هي قصة بحد ذاتها، تنتظر من يكتشفها.