تتواصل الأشغال بمتحفي دار الباشا ودار السي سعيد بالمدينة العتيقة لمراكش، لتأمين وإصلاح التشققات والتصدعات المتفاوتة التي تعرضت لها مباني المتحفين، جراء الهزة الأرضية القوية التي ضرب إقليم الحوز ليلة الجمعة 8 شتنبر الجاري.
وتسابق المؤسسة الوطنية للمتاحف، الزمن لإعادة افتتاح متحفي دار الباشا ودار السي سعيد، في وجه زوارها من السياح المغاربة ولأجانب، بعد التدخل التقني للترميم والصيانة والتقوية وفق مواصفات المباني التاريخية العتيقة الصرح الحضاري للمدينة الحمراء.
وأشاد مهدي قطبي رئيس المؤسسة الوطنية للمتاحف، خلال زيارة ميدانية للاطلاع على مستوى تقدم الأشغال، بالجهود المبذولة لإصلاح الأضرار بمتحفي دار الباشا ودار السي سعيد، من أجل إعادة افتتاح هاذين المتحفين في غضون شهرين.
وأوضح قطبي، أن المؤسسة الوطنية للمتاحف، عبئت جميع الموارد الضرورية قصد ضمان إعادة افتتاح آمن لمتاحفها الثلاثة بمراكش، بما في ذلك متحف التراث اللامادي بساحة جامع الفنا.
ومباشرة بعد الهزة الارضية القوية التي خلفت أزيد من 2900 قتيل والآلاف من الجرحى والمعطوبين، وكانت لها تداعيات على مستوى المدينة العتيقة لمراكش، قررت المؤسسة الوطنية للمتاحف، إرسال فريق من الخبراء والمهندسين من الرباط إلى متاحف مدينة مراكش من أجل الوقوف على حجم الأضرار التي تسبب فيها الزلزال، وتحديد الحاجيات الملحة من أجل ترميمها، وانجاز دراسة من قبل مكتب تصميم مختص.
وبمساعدة مكتب دراسات متخصص ومقاولة بناء، تم إرساء دعامات توطيد مؤقتة بـمتحف الروافد – دار الباشا من أجل تعزيز جدرانه الهشة، كما هو الشأن للمتحف الوطني للنسيج والزرابي، دار السي سعيد، الذي تضرر بدوره من الهزة الأرضية، لاسيما على مستوى مخازنه.
وأسفرت الهزة الأرضية القوية التي ضربت إقليم الحوز، عن أضرار متفاوتة لحقت العديد من المآثر والمعالم التاريخية بمدينة مراكش، تمثلت في ظهور تشققات وتصدعات بقصر الباهية، ومسجد يعقوب المنصور الموحدي والسور الخارجي لقبور أمراء السعديين بحي
القصبة، وباب أكناو التاريخي، المدخل الرئيسي لحي القصبة الموحدية، والوحيد بشمال إفريقيا، الذي يعود بنائه إلى القرن 12 على عهد الخليفة الموحدي عبد المومن بن علي الكومي، وأجزاء من الممر الذي يفصل بين مسجد يعقوب المنصور وقصر البديع، ومسجد الكتبية التاريخي وأجزاء من السور التاريخي، الذي شيد أول مرة أوائل القرن الثاني عشر الميلادي من قبل المرابطين ليكون واقيا دفاعيا للمدينة.
وحسب ما عاينته”الصحراء المغربية”، فإن مجموعة من الشقوق بأحجام مختلفة اعترت مجموعة من المباني التاريخية بالمدينة العتيقة، بيوت منهارة بكاملها، أنقاض في كل مكان، جدران متصدعة، حوانيت فقدت واجهاتها وتكسرت محتوياتها، وصوامع تشققت وتداعت أجزاء منها. كانت العلامة الأبرز انهيار صومعة جامع خربوش بمدخل درب ضبشي بجامع الفنا، وتداعي الجزء العلوي من صومعة مسجد أزبزط. تداعي أجزاء مهمة من صومعة باب أيلان، وانهيار أجزاء من السور التاريخي للمدينة، تلاشي أجزاء من قصر “دار الحاج إيدار” الشهير بدرب الحجرة بدرب ضبشي، تلاشي أجزاء مهمة من المسلك السياحي ” طوالة سي عيسى” بحي القصور، ظهور تشققات جديدة بمسجد بن يوسف، انفصال جدران مرتفعة عن بناياتها بزنقة الرحبة بفعل ضخامة التصدعات مما يهدد انهيارها في أي لحظة، ويستلزم على الجهات المعنية التدخل بشكل فوري لاحتواء هاته التصدعات، قبل أن تتداعى أجزاء من هذه البنايات.
وكانت المدينة العتيقة لمراكش، حظيت بعدد من البرامج التنموية الكبرى لتعزيز جاذبيتها الاقتصادية والسياحية كوجهة عالمية متميزة، ويتعلق الأمر بكل من برنامج “مراكش الحاضرة المتجددة 2014 – 2017″ وهو برنامج طموح يعكس إرادة جلالة الملك محمد السادس القوية في ضمان تطور متوازن ومندمج ومستدام للمدينة الحمراء، والذي من شأنه الارتقاء بها إلى مستوى الحواضر العالمية الكبرى، وبرنامج ” ترميم وتأهيل المدارات السياحية والروحية 2017-2019″ الرامي إلى حماية مختلف معالم الذاكرة الوطنية والنهوض بالرأسمال اللامادي والروحي والثقافي والمعماري لمدينة مراكش، إضافة إلى برنامج “تتمين المدينة العتيقة لمراكش 2018-2022” الذي يهدف الى تتمين المآثر التاريخية وتأهيل مجموعة من الفنادق العتيقة وتأهيل القساريات القديمة وترميم الواجهات.
الصحراء