رمضان” شهر التوبة والغفران” هو أفضل الشهور المباركة بحيث فرض الله فيه سبحانه وتعالى” الصيام” كما أنه هذا الشهر هو شهر الرحمة والتوبة والغفران والعتق من النار.
تعريف التوبة:
- إن التوبة في اللغة من مصدر تاب كما أنها تُعني الاعتراف والإقلاع عن الذنب وأن يتم العزم على أن لا يمكن العودة إلى المعصية مرة أخرى، أما التوبة اصطلاحًا هي بمعنى العودة إلى الله والإرادة والإصرار على أن لا يرجع العبد إلى أي معصية كان يفعلها.
- إن” التائب” هو الذي يقوم بترك الخطايا التي كان يفعلها وكان يُغضب الله سبحانه وتعالى كما أنه يجتنب المحارم، ولك يكتف بذلك فقد بل أنه يندم ويحزن على أي خطيئة قام بفعلها حيث قال الله تعالى ” إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا وَأَصْلَحُوا وَبَيَّنُوا فَأُولَـٰئِكَ أَتُوبُ عَلَيْهِمْ وَأَنَا التَّوَّابُ الرَّحِيمُ”.
تعريف الغفران:
إن الغفران من مصدر غفر، كما أنه مغفرة الذنوب هي بمعنى أن يتم التجاوز عن الذنب، ويُقال غفر ذنوبه بمعنى سامحه وقد عفا عنه، والمغفرة و اصطلاحًا بمعنى أن يصون الله سبحانه وتعالى العبد من العذاب، كما أن “الغفران “هو ستر الذنب والعفو عن العبد ويتم بذاك إسقاط عقوبة العبد ويمنحه الله عز وجل الثواب عن ما أذنب بعد توبته.
شروط التوبة والغفران:
إن التوبة لابد أن تكون مقبولة من الله عز وجل، لذا لابد أن يكون التائب صادق ومن أهم الشروط التي لابد أن تتوفر في التوبة هي:
- أن تكون النية لله سبحانه وتعالى حيث قال تعالى ” وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ”.
- الإقلاع بشكل فعلي عن الرجوع إلى المعصية مرة أخرى.
- الندم على أي شيء يفعله الإنسان أو ذنوب كان يقوم بها.
- الإصرار والعزيمة على عدم فعل أخطاء مرة أخرى.
- إن يتم رد الحقوق لأصحابها.
- لابد أن يتوب الإنسان قبل أن تغرب الشمس.
التوبة في الإسلام:
- إن الإنسان دائمًا يتقلب بين الصواب والخطأ، حيث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” كلُّ بني آدمَ خطَّاءٌ، وخيرُ الخطّائين التوّابونَ”، حيث أن كل شخص يقترف الذنوب ويقوم بفعل الكثير من المعاصي ولكن المعصية تختلف من إنسان إلى أخر ولكن عند التوبة فإن الله سبحانه وتعالى يقبل التوبة، حيث قال النبي صلى الله عليه وسلم ” استغفروا ربّكم، إنّي أستغفرُ اللهَ وأتوبُ إليه كلَّ يومٍ مئةَ مرّةٍ”.
- إن التوبة من أفضل الصفات التي يتم ذكرها في القرآن الكريم حيث قال الله تعالى ” وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّها الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ” كما قال أيضا في كتابه العزيز ,” يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَّصُوحًا عَسَى رَبُّكُمْ أَن يُكَفِّرَ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيُدْخِلَكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ”.
- تُعد” التوبة” من أهم مايمكن ان يكون باعتباره واجبة على المُسلمين، كما أنها من أهم صفات المؤمنين، حيث أفاد القرطبي رحمة الله عليه ” ولا خِلاف بين الأمّة في وجوب التوبة، والمعنى: وتوبوا إلى الله؛ فإنّكم لا تخلون من سهوٍ وتقصيرٍ في أداء حقوق الله -تعالى- فلا تتركوا التّوبة في كل حال”.
رمضان شهر التوبة والغفران:
- إن التوبة والغفران في شهر رمضان من أفضل الأمور التي ينتظرها العباد وذلك لأن هذا الشهر الكريم يقبل فيه الله سبحانه وتعالى كافة العبادات والطاعات التي يقوم بها عباده، حيث أن في كل ليلة من ليالي” رمضان” يقوم منادِ بالنداء من أجل التوبة حيث قال رسول الله عليه أفضل الصلاة السلام ” يُنادي منادٍ: يا باغيَ الخيرِ أقبِلْ، ويا باغيَ الشَّرِّ أقصِر”.
- وتظهر أهمية” التوبة “بشهر رمضان قول النبي صلى الله عليه وسلم ” قال لي جبريلُ: رغِمَ أنفُ عبدٍ أدرك أبوَيه أو أحدَهما لم يُدخِلْه الجنةَ ، قلتُ: آمين، ثمّ قال: رَغِمَ أنفُ عبدٍ دخل عليه رمضانُ لم يُغفَرْ له، فقلتُ: آمين، ثمّ قال: رَغِمَ أنفُ امرىءٍ ذُكِرتَ عندَه فيلم يُصَلِّ عليك، فقلتُ: آمين”.
- إن نفوس العبادة خلال هذا الشهر المبارك تجد المساعدة من أجل التوبة والعودة إلى الله سبحانه وتعالى بعد فعل الذنب والندم على ما حدث من معاصي، حيث أنه خلال هذا الشهر يتم فتح أبواب الجنة وإغلاق أبواب النار، كذلك الشياطين تُصفد، لذا على المُؤمن أن يعلم الفرصة السانحة من خلال الصيام والصلاة وأيضًا إخراج الصدقات وكافة أنواع الطاعات.
فضائل شهر رمضان:
- ومن أهم الأعمال التي لابد أن يحرص العبد عليها هي صلاة التهجد والتعبد في ليلة القدر حيث قال النبي صلى الله عليه وسلم ” مَن قامَ رمضانَ إيماناً واحتِساباً، غُفِرَ لَهُ ما تقدَّمَ مِن ذنبِهِ، ومَن قامَ ليلةَ القَدرِ إيماناً واحتِساباً، غُفِرَ لَهُ ما تقدَّمَ من ذنبِهِ”.
- بحيث يعد شهر رمضان” شهر القرآن” فهو له مكانة عظيمة حيث قال الله سبحانه وتعالى ” شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَىٰ وَالْفُرْقَانِ”
وفي الأخير, إتضح أن رمضان شهر التوبة والغفران فيه تقبل فيه صالح الأعمال وتغفر فيه الذنوب, وتصفد فيه أيضا الشياطين وتنزل الملائكة,فعلى المؤمن التقي أن يضع تصوراته بين يديه لتتبع الصراط السوي ونيل الأجر والثواب في هذا الشهر الكريم .