رحلات “سبايس أكس” أعادت لها الحيوية غير أن مستقبلها مضمون حتى عام 2024 فقط. أرسلت الأجزاء الأولى من محطة الفضاء الدولية في عام 1998 ومستقبلها مضمون رسمياً حتى سنة 2024 (ناسا/أ ف ب)
تعمل محطة الفضاء الدولية بكامل طاقتها بعد أكثر من 20 عاماً لم تخلُ فيها من العنصر البشري، ومن المفترض أن تبقى في الخدمة لسنوات عدة بفعل عودة الرحلات الفضائية من الولايات المتحدة، لكن مسألة مستقبلها مطروحة بقوة.
وقالت رئيسة البرامج المأهولة في وكالة الفضاء الأميركية “ناسا”، كاثي لوديرز، في مؤتمر صحافي في وقت سابق من شهر مارس الحالي، إن محطة الفضاء الدولية “أصبحت الميناء الفضائي الذي كنا نريده”.
بعد سحب المكوكات الفضائية الأميركية من الخدمة عام 2011، بقيت صواريخ “سويوز” الروسية “مركبات الأجرة” الوحيدة التي تقصد المحطة، ولكن منذ العام الماضي، وبفضل شركة “سبايس أكس”، استؤنفت الرحلات الجوية من الولايات المتحدة.
وقال مدير برنامج المحطة في وكالة “ناسا”، جويل مونتالبانو “اتفاقنا الأخير مع الشركات الخاصة يسمح لنا بإرسال مزيد من الأشخاص إلى محطة الفضاء الدولية”.
وبما أن مركبة “دراغون” من “سبايس أكس” تستوعب أربعة رواد فضاء، مقارنةً بثلاثة رواد في “سويوز”، رفع عدد أفراد طاقم للمحطة من ستة إلى سبعة.
وينبغي تالياً أن يضاف إلى محطة الفضاء الدولية سرير جديد. والعمل جارٍ على ذلك بالفعل.
“كرو 2″ تلحق بـ”كرو 1”
ومن المتوقع أن تتوجه مهمة عادية ثانية إلى المحطة بواسطة “دراغون” في 22 أبريل لمقبل من فلوريدا، وتحمل اسم “كرو 2″، وسيكون في عدادها الفرنسي توما بيسكيه.
وسيمكث أفراد البعثة الجديدة بضعة أيام مع رواد الفضاء الأربعة الذين يشكلون “كرو 1″، على أن يعود هؤلاء إلى الأرض بعدما أمضوا ستة أشهر في الفضاء.
وخلال فترة التسليم والتسلم هذه، سيكون ما لا يقل عن 11 شخصاً موجودين معاً في محطة الفضاء.
وشبه شين كيمبرو من “كرو 2″ الوضع في المحطة بـ”وضع التخييم”. وأضاف “على الواحد منا أن يجد مكاناً للنوم بجانب الحائط أو على السقف”.
وقال مدير الاستكشاف البشري والروبوتي في وكالة الفضاء الأوروبية الشريكة في المحطة، ديفيد باركر “نحن ندخل العصر الذهبي لاستخدام محطة الفضاء الدولية”.
تاريخ المحطة
ويعود تاريخ المشروع الجنوني إلى عام 1984، عندما طلب الرئيس الأميركي الأسبق رونالد ريغان من وكالة “ناسا” إنشاء “محطة فضاء تكون مأهولة بشكل دائم”. وأرسلت الأجزاء الأولى إلى الفضاء في عام 1998. أمضى الطاقم الأول أشهراً عدة هناك في عام 2000، وفي 2011 أنجز تجميع هذه المحطة التي بلغ طولها 108 أمتار.
ولاحظ المتخصص في تاريخ الفضاء، روبرت بيرلمان، الذي شارك في تأليف كتاب عن الموضوع، أن “معظم التركيز في النصف الأول من عمر المحطة كان على إنشائها”، وفق ما قال لوكالة الصحافة الفرنسية.
أما اليوم، فلا يزال يتعين على رواد الفضاء إجراء عمليات الصيانة، لكنهم باتوا “يقضون معظم وقتهم في إجراء مئات التجارب العلمية”.
وأجري أكثر من ثلاثة آلاف اختبار في هذا المختبر الموجود في المدار على ارتفاع 400 كيلومتر فوق الأرض، حيث يدور بسرعة 28 ألف كيلومتر في الساعة.
ورأى توما بيسكيه أن “ثمة الكثير من الأشياء هناك”. وأضاف “إذا كان بإمكان المرء الاكتفاء بالضغط على زر لإحضارها إليه على الفور والقيام بعمله، فسيكون ذلك رائعاً”.
هل تمدد مهمتها؟
أما مستقبل محطة الفضاء الدولية فهو مضمون رسمياً حتى سنة 2024، من قبل حكومات الولايات المتحدة وروسيا وأوروبا واليابان وكندا.
و”من وجهة نظر فنية”، أكدت “ناسا” أن المحطة “ستكون قادرةً على تنفيذ مهامها حتى سنة 2028”. ولم يظهر تحليل الوكالة “أي مشكلات قد تمنع تمديد مهمتها إلى ما بعد 2028”.
ومن المقرر أن تبدأ الدراسة الخاصة بالمرحلة الممتدة من 2028 إلى 2032 “في وقت لاحق هذا العام”، بحسب جويل مونتالبانو.
إلا أن وجهة استخدام المحطة ستتطور. وكانت “ناسا” التي تسعى إلى فك الارتباط بالمحطة مالياً للتركيز على الاستكشاف البعيد (القمر والمريخ)، أعلنت عام 2019 أنها ستستضيف السياح في محطة الفضاء الدولية في مقابل بدل مالي.
وسيسافر هؤلاء إلى المحطة بواسطة مركبات “سبايس أكس” أو “بوينغ”، التي تأخر تطوير مركبتها “ستارلاينر” عن الجدول الزمني. وأمل جويل مونتالبانو في أن “تكون أول رحلة لرواد فضاء من القطاع الخاص سنة 2022”.
البدائل موجودة
وإذا كانت محطة الفضاء الدولية ستواصل مهمتها لبضع سنوات أخرى، فإن البدائل كثيرة. فشركة “أكسيوم سبايس” الأميركية تعتزم إنشاء “أول محطة فضاء تجارية دولية”، ستكون ملحقة في المرحلة الأولى بمحطة الفضاء الدولية.
وتخطط الصين هي الأخرى لبدء تجميع محطة فضاء كبيرة سميت “تيانغونغ” هذه السنة، على أن تنجزها بحلول سنة 2022.
أما روسيا فأعلنت أخيراً عن مشروع لإقامة محطة “على سطح القمر أو في مداره” بالتعاون مع بكين، بعدما امتنعت عن المشاركة في المشروع الأميركي لإقامة محطة “غيتواي” الفضائية المصغرة، التي ستكون بمثابة محطة توقف
القادم بوست