رائحة الموت تخيم على مواقع ضربها زلزال ناهزت قوته 30 قنبلة ذرية، موازاة مع استمرار عمليات الإغاثة و الإنقاد.
خيمت رائحة الموت على مواقع ضربها الزلزال بمنطقة الحوز.
وذكر مواطنون بأن عددا من الجثت ما زالت تحت الأنقاض، موازاة مع استمرار عمليات الإغاثة و الإنقاد التي تتواصل بكل جدية رغم صعوبات العملية
في هذا السياق، تطوع عدد من المواطنين للقيام بعمليات دفن الضحايا في جو مفعم بالحزن و الأسى وسط التضرع إلى الله بأن يرحم الموتى في إقليم الحوز الذي سجل أكبر نسبة من الوفيات في هذا الزلزال المدمر.
وفي سياق متصل، نشرت صحيفة “صنداي تايمز” البريطانية، مقالا لبيل ماكغواير أستاذ الجيوفيزياء والمخاطر المناخية بجامعة كوليدج لندن، عن كيفية وقوع الزلازل، وعن السبب وراء تضرّر المغرب بهذا الحجم الكارثي جرّاء الزلزال الذي ضرب البلاد في ليل الجمعة.
ولفت الباحث إلى أن هذا الزلزال الذي ضرب المغرب ناهزت قوته قوة نحو 30 قنبلة ذرية كتلك التي ضُربت بها مدينة هيروشيما اليابانية، وهو ما يفسر عدد المباني التاريخية التي دُمرت في مدينة مراكش نفسها رغم بُعدها عن مركز الزلزال بنحو 40 ميلا.
لكنه أكد أن الزلزال الذي ضرب المغرب وفاق 7 درجات على سلم ريختر ليس كبيرا لدى مقارنته بالزلازل التي تضرب أجزاء من العالم ذات نشاط زلزالي مرتفع، كالصين واليابان وإندونيسيا وتركيا.
وأوضح الباحث أن المغرب يقع على مقربة من حدّ الصفيحة التكتونية التي تمثّل الرابط بين الصفيحة الأوراسية إلى الشمال والصفيحة الأفريقية إلى الجنوب. وقد بدأت هاتان الصفيحتان في الارتطام قبل ملايين السنين، وهو ما تمخّض عن تكوّن سلاسل جبلية كجبال الألب وجبال الأطلس في المغرب.
ونوه الكاتب إلى سبب آخر وراء تضرُّر المغرب بهذا الحجم الكارثي من هذا الزلزال: وهو أنه قد ضرب من عُمق 18 كيلو مترا فقط – وهي مسافة لا تعتبر كبيرة في هذا المضمار- مما ضمن تحويل كمية هائلة من الطاقة الزلزالية باتجاه السطح وهو ما عظّم أثر الدمار.
وبحسبه فما زاد الأمر سوءا، أن الزلزال وقع في وقت متأخر من الليل، حيث كان الكثير من الناس في مساكنهم.
لكن لحُسن الحظ مع ذلك أن الهزة الأرضية لم تستمر لأكثر من 20 ثانية فقط. _ تقول القدس العربي _