دورة المجلس الإقليمي لحزب الاستقلال بالمضيق الفنيدق تعقد تحت شعار ” تخليق الحياة العامة وانتخابات 8 شتنبر2021 السياقات والرهانات والمخرجات “

عبد القادر خولاني

ترأس الأخ رفيق بالقرشي عضو اللجنة المركزية و نائب المنسق الجهوي لحزب الاستقلال، إلى جانب الأخ محمد جبرون المفتش الإقليمي للحزب بعمالة المضيق الفنيدق ، أشغال دورة المجلس الإقليمي للحزب عشية يوم السبت 18 يونيو 2022 ، بدار الثقافة بالمضيق ، تماشيا مع مقررات المجلس الوطني ،الأشغال التي انطلقت تحت شعار ” تخليق الحياة العامة و انتخابات 8 شتنبر2021 السياقات و الرهانات و المخرجات ” و حضرته كل الأجهزة السياسية و النقابية و المنظمات الموازية و الروابط حيث كان عرسا نضاليا بامتياز ، وفي كلمة بالمناسبة للأخ محمد جبرون مفتش الحزب ، ذكر بالقوانين المنضمة المؤطرة لهذه الدورة  و بالوضع التنظيمي للحزب  بالإقليم، منوها بتماسك مختلف مكونات الحزب و مذكرا بالأنشطة التي تعرفها عدد من فروعه و بنتائج الاستحقاقات الانتخابية 2021 و مطالبا مناضلي الحزب بالرفع من وثيرة الاشتغال والتعبئة من أجل توسيع قاعدة الإنخراطات في صفوف الحزب على أن تعم كل فئات و شرائح المجتمع المغربي.

كما بسط الجانب التنظيمي داعيا إلى الاستعداد المبكر و اغتنام الفسحة الزمنية المتبقية للاستحقاقات الانتخابية 2026 من خلال استكمال الورش التنظيمي و العمل بيقظة و جدية على تنظيم صفوف الحزب وتكثيف الاجتماعات ، مطالبا من الفروع بنشر أفكار ومبادئ الحزب  وإشعاعه و تقوية قاعدته النضالية ، ملحا في كلمته على ضرورة  إعطاء أهمية كبرى للتنظيم الحزبي من خلال تفعيل الخلايا و الدوائر الحزبية و تجديد و تشجيع انخراط الشباب و النساء في العمل السياسي ، تماشيا مع منضور القيادة الحكيمة للأخ نزار بركة الأمين العام و للإرادة الطموحة لقيادة الحزب في الحفاظ على ثوابت الحزب و تحقيق العيش الكريم للمواطنين.

مطالبا في كلمته فروع الحزب بالتواصل الدائم والتفاعل مع هموم المواطنين وكافة قضايا مناضلي الحزب والتنسيق مع منظماته الموازية، خاصة في هذه المرحلة التي تشهد غليان شعبي في مختلف القطاعات والمجالات، احتجاجا على ارتفاع الأسعار وتزايد البطالة، مذكرا بأن الإقليم يعاني من مجموعة من المشاكل والتداعيات الخطيرة التي نتجت عن السياسات الفاشلة للحكومتين السابقتين في شقها المتعلق بتحسين مناخ الاقتصادي والخدمات والتعليم والصحة والتجارة والفلاحة والسياحة وقطاعات أخرى.

وفي كلمة الأخ رفيق بلقرش يذكر بأهمية هذا اللقاء الذي يأتي في ظروف صعبة يمر به المشهد السياسي و النقابي المغربي الراهن، كما انتقل إلى شرح أسباب و دواعي تواجد الحزب ضمن التحالف الحكومي و انتقاله من المعارضة إلى موقع التسيير و تدبير الشأن العام من جديد، وما يفرضه الموقع الحالي من حذر و تحديات تفرض على كافة أعضاء الحزب استشعار المسؤولية ومضاعفة جهود العمل والانخراط الفعال في معالجة مشاكل و قضايا المواطنين الذين فقدوا ثقتهم في الحكومتين السابقتين ، و عدم الإنصياغ للإشاعات المغرضة ، كما أبرز أن دخول الحزب في الحكومة جاء انطلاقا من مجموعة من المعطيات الموضوعية تهم بالأساس مراقبة و تسريع وثيرة الأداء الحكومي ، والعمل من أجل النهوض بالاقتصاد الوطني ، وتحقيق المطالب العادلة و المشروعة للشعب المغربي ، مشيرا أن المبادئ و الأهداف التي يرتكز عليها البرنامج الحكومي والتي تتكون من 10 محاور9 منها مأخوذة من برنامج حزب الاستقلال الذي يعتمد في محاوره ثلاث ركائز أساسية تهم بالأساس / التعلم و الصحة و الشغل ،فضلا عن  اعتماد الحكومة منضور الدولة الاجتماعية أو الدولة الراعية التي تعتمد استراتيجية تحقيق الأمن الغذائي و الطاقي و المائي .

و أوضح بلقرشي أن الحكومة لم تنتظر تعافي الاقتصاد المتضرر في جميع القطاعات ، رغم تضرر المغرب كغيره من دوال العالم ، بفعل الجائحة و تأثير الأزمة الروسية الأوكرانية على اقتصاد الوطني، خاصة أن المملكة المغربية من بين مستوردي القمح من أوكرانيا ، التي زادة  في ظل موجة الجفاف التي يعاني منها المغرب، الذي يستورد كذلك النفط بما يفوق 90 بالمائة… ،هذه التداعيات و الإكراهات أدت إلى ارتفاع بعض المواد الأساسية، و مع كل هذا استطاعة الحكومة توفير 125 ألف فرصة عمل ضمن “أوراش”مؤقتة في مرحلة انتقالية إلى حين تعافي الاقتصاد المغربي،  كما أن الحكومة عملة على تخصيص 12 مليار لدعم المواد المستوردة ، رغم هذه الإكراهات و الأزمات المتتالية ، تمكن المغرب أن يبقى صامدا ولم تتنبه كذلك عن استمرار المشاريع الملكية الكبرى المهيكلة و غيرها من المشاريع التي تقام في ربوع المملكة.

وقد شمل العرض السياسي للأخ مبعوث اللجنة التنفيذية للحزب ، استحضار و استعراض السياقات والرهانات والمخرجات التي تنعقد في هذه الدورة المشبعة بالتعبئة الوطنية العامة، لمختلف القضايا التي تستأثر باهتمام الرأي العام ، ذات الطابع الاقتصادي والاجتماعي والسياسي، ثم أعطى صورة إيجابية عامة عن عمل الحكومة و على الوضع التنظيمي للحزب ، وفي سياق كلمته أشار الأخ رفيق بالقرشي إلى واقع المشهد السياسي بالمغرب على ضوء المتغيرات ، منها ما يتعلق بمسار استكمال وحدتنا الترابية ، التي يسجل فيها المغرب تقدم امتميزا في مسار الدفاع عن وحدته الترابية خاصة بعد الزيارة الملكية لمجموعة من الدول ، والتي حققت نتائج ايجابية على المستوى السياسي والاقتصادي و الدبلوماسي ، زادت من تعاطف مجموعة من الدول أمام فشل خصوم المغرب ، مؤكدا في نفس الوقت على ضرورة التحلي باليقظة و الحذر ودعم هذا الصمود وطنيا و إقليميا و دوليا.

     وقد أكد الأخ منسق الجهة، أن حزب الاستقلال بجميع أجهزته ومنظماته الموازية واعي بدقة المرحلة الراهنة وبتحدياتها الكبرى على الصعيدين الاقتصادي والاجتماعي والسياسي، مبرزا أن الحزب عازم على صيانة المكتسبات والدفاع عن مصالح الشعب المغربي في جميع مجالات، مذكرا بإكراهات الحياة اليومية للمواطنين في ظل الرهانات الاقتصادية والسياسية الحالية.

و بعد نقاش مستفيض مفعم بمنسوب عال من الجدية و الوطنية الصادقة و الروح النضالية المتقدمة ، و تشخيص موضوعي لحال عمالة المضيق الفنيدق، تم طرح للتداول حول مختلف القضايا و المشاكل التي تهم الساكنة ، مذكرين أن العمالة تعيش ظلما و حيفا مجاليا حقيقيا ، بفعل اعتماد مدبري الشأن العام بالمنطقة على مداخيل السياحة و غياب رؤية واضحة ، و منشغلين في صراعات المواقع ، و في هذا المجال يتضامن المجلس الإقليمي لحزب الاستقلال مع احتجاجات مختلف القطاعات و مع المواطنين الذين تضرروا من عملية إغلاق معبر العار لمدينة سبتة المحتلة ، و يدعو المجلس الإقليمي إلى التعاطي الفوري و العاجل مع قضايا و مشاغل المواطنين ،التي تطلب تشجيع الاستثمار بالمنطقة ، ودعمه بكل التحفيزات الضرورية ، و العمل على خلق مناطق صناعية ، التي ستساعد لا محالة في الحد من الهشاشة والبطالة القاتلة التي تعيشها الساكنة ، مؤكدين أن الظرفية الحالية تتطلب تعاملا استثنائيا مع كل القضايا التي تهم مصالح الساكنة و المنطقة برمتها ،معبرين عن اعتزازهم بالمواقف الجادة للحزب خاصة في هذه الظرفية الحساسة التي تتطلب تضامنا وطنيا مطلقا لتدعيم و مسايرة المجهودات الملكية لتعزيز دولة الحق و القانون و جعل المغرب في مراتب متقدمة.

 وبعد ذلك تم استعراض أنشطة المكتب الإقليمي للحزب وفروعه ومنظماته الموازية وانتخاب الأخ حسن باغوز كاتبا إقليميا للحزب بالإجماع، على أن يتم انتخاب كل أعضاء المكتب الإقليمي بطريقة توافقية لتحقيق الانسجام بين كل مكونات المكتب وتمثيلية موسعة لكل التنظيمات.