تحول حفل تأبين القيادي الراحل في حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، وأيضا في ذراعه النقابي، الفيدرالية الديمقراطية للشغل، عبد للرحمان العزوزي، إلى مناسبة للتعبير عن الامتعاض مما وصلت إليه الأوضاع في الحزب.
أحمد رضا الشامي، الشخصية الاتحادية، كان نجم حفل التأبين، اليوم الأحد بالرباط، وألقى خطابا كما كان متوقعا، لكنه كان خاليا من أي إشارات سياسية.
وبحسب مصادر مقربة منه، فقد تعمد هذا الرجل الذي يرأس حاليا المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي، أن لا يعطي أي مدلول سياسي لخطابه.
“المناسبة في حد ذاتها حملت ما فيه الكفاية من الرسائل السياسية الموجهة إلى داخل الحزب”، بما فيها مشارك الشامي نفسه، رغم أنها لم تكن مقررة لا سيما إلقاؤه خطابا بالمناسبة كان محط جدل بين أعضاء الفريق المنظم لحفل التأبين.
وحضوره وحده دون قيادة الحزب الحالية تشكل لوحدها مؤشرا، بعدما قرر الفريق المنظم ألا يستدعي الكاتب الأول للحزب، إدريس لشكر، وجماعته في المكتب السياسي.
لكن حضر عبد الحميد لجماهري، عضو هذا المكتب السياسي، بعدما بدأ الحفل، وسرعان ما غادر المكان. الشامي أصبح ينظر إليه داخل قطاعات عريضة بالحزب، كواحد من “الحلول الأساسية” لمستقبل الحزب، بعد مرحلة لشكر.
وقد روجت معلومات عن وجود اتفاقات بينه وبين الكاتب الأول للحزب بخصوص هذا الأمر، لكن تبين أن تلك المعلومات إن لم تكن غير صحيحة، فقد جرى المبالغة فيها.
الشامي نفسه قال على هامش هذا الحفل، إنه لم يلتق بإدريس لشكر بعد التعديل الحكومي، و”ولم تجر بينهما أي مناقشات حول مستقبل الحزب”، مضيفا أن ما نشر “هراء”.
الشامي أيضا قال إنه لو حدث أن التقى بالكاتب الأول للحزب، فإن ذلك سيكون موضوعا لإخبار لأعضاء الحزب، خصوصا إذا كان الغرض من الاجتماع مناقشة مستقبل الحزب، أو الاتفاق على صيغ للخروج من الأزمة الحالية.
وبشكل حازم، قال الشامي إنه لم يلتق أحدا من قيادة الحزب الحالية، لا هو وحده أو بجانب أي شخص آخر. ويقصد ذلك ما قيل إن عائشة كلاع رافقته خلال هذا الاجتماع مع لشكر.